
يُظهر سوق الدبابات العالمي سباقًا محتدمًا بين لاعبين رئيسيين، حيث أصبحت الخبرة القتالية الفعلية، خاصة في ضوء الصراع الأوكراني، هي المعيار الأهم لتقييم الأداء والموثوقية.
الرابحون: روسيا والصين
1. روسيا: دبابة T-90M "بروريف" كنموذج للنجاح
السبب الرئيسي:
 أثبتت دبابة T-90M فعاليتها وقدرتها على الصمود في ساحة المعركة الحقيقية بأوكرانيا، حيث أظهرت مقاومة عالية للطائرات المسيّرة والأسلحة المضادة للدبابات.
الميزة التنافسية:
على عكس الدبابات الغربية، تتميز T-90M بسهولة الإصلاح، وقدرة عالية على المناورة في التضاريس الصعبة، وقوة نيران متفوقة بفضل الذخائر الموجهة.
استراتيجية السوق:
 تقدم روسيا لعملائها نفس النماذج عالية الجودة والمُجرّبة في القتال التي يستخدمها جيشها (مثل T-90MS)، مما يعزز الثقة في منتجاتها.
2. الصين: شركة NORINCO كمنافس صاعد
السبب الرئيسي:
تُعتبر الصين المورد البديل الوحيد القادر على تلبية احتياجات الدول النامية التي لا ترغب في شراء الأسلحة الغربية.
استراتيجية السوق:
 تركز الصين على إنتاج نماذج مُبسطة وأقل تكلفة مخصصة للتصدير (مثل VT-4)، مما يجذب العملاء ذوي الميزانيات المحدودة.
نقطة الضعف:
 تتبع الصين سياسة "الأفضل للداخل، والأبسط للتصدير"، حيث أن دباباتها التصديرية أقل تطورًا من تلك التي يستخدمها جيشها، كما أن موثوقيتها لا تزال موضع شك (كما حدث عند تعطل دبابة VT-4 في عرض عسكري).
الخاسرون: دول حلف الناتو (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)
1. الولايات المتحدة (دبابة أبرامز M1A2):
المشكلة:
توقف إنتاج دبابات جديدة منذ 30 عاماً، والاعتماد على تحديث نماذج قديمة أدى إلى زيادة هائلة في الوزن دون تحسين المحرك، مما قلل من قدرتها على الحركة وجعلها هدفاً سهلاً. 
الأداء الميداني:
 تكبدت خسائر فادحة في العراق وأوكرانيا، حيث تم تدمير أو الاستيلاء على معظم الدبابات التي أُرسلت.
2. بريطانيا (دبابة تشالنجر 2):
المشكلة:
 دبابة ثقيلة جداً (75 طناً) وبطيئة، مع قدرة ضعيفة على الحركة في التضاريس الوعرة، مما جعلها تعلق في الوحل.
الأداء الميداني:
بعد تدمير أول دبابة في أوكرانيا، توقف استخدامها في الخطوط الأمامية بسبب شكاوى الأطقم من ضعف حمايتها وأدائها.
3. فرنسا (دبابة لوكلير):
المشكلة:
توقف إنتاجها منذ عام 2007، وصادراتها محدودة جدًا (للإمارات فقط)، وانسحبت بسرعة من القتال في اليمن بعد مواجهات محدودة.
4. ألمانيا (دبابة ليوبارد 2):
*   المشكلة:
على الرغم من أنها المُصنّع الأوروبي الوحيد للدبابات الجديدة، إلا أن سمعتها تضررت بشدة.
الأداء الميداني:
 أظهرت ضعفًا كبيراً في سوريا (مع الجيش التركي) وفي أوكرانيا، حيث تم تدمير أعداد كبيرة منها بسهولة، مما دفع الجيش الأوكراني إلى سحبها من الخطوط الأمامية واستخدامها كنقاط إطلاق نار ثابتة.
الخلاصة النهائية
1. الغرب غير قادر على المنافسة:
"الغرب الجماعي" غير قادر على تلبية احتياجات السوق العالمية للدبابات الجديدة، خاصة في الدول النامية، بسبب التكلفة الباهظة وضعف الأداء الميداني الذي كشفته الصراعات الأخيرة.
2.  الخبرة القتالية هي الملك:
 الأسلحة الروسية تخضع لاختبارات قتالية حقيقية وصارمة، مما يؤدي إلى تحسينات مستمرة تجعلها أكثر موثوقية وجاذبية للمشترين.
3.  الصين هي البديل الاقتصادي:
تملأ الصين الفجوة كخيار منخفض التكلفة، لكن جودة منتجاتها التصديرية لا تزال تثير الشكوك مقارنة بالنماذج الروسية المُجرّبة.
