كشف عضو لجنة المخفيين قسراً في تعز، عبدالستار الشميري، عن حقائق صادمة حول طرق التعذيب المعتقلين داخل السجون السرية التابعة لحزب الإصلاح في محافظة تعز، وسط اليمن .
وقال الشميري في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في العاصمة المؤقتة عدن،أن الاصلاح يمتلك عشرات السجون السرية داخل بعض المدارس ومقرات الإصلاح والمعسكرات التابعة له .
مشيرا الى أن الإصلاح يمارس أبشع أنواع التعذيب للمعتقلين والمخفيين في هذ السجون السرية المنتشرة بالمحافظة ، لافتا الى ان مليشياته تقوم بتصفية المخفيين حتى لا يكشفون أسرار تلك المعتقلات.
وقال الشميري بأن ميليشيا الإصلاح تدير تلك المعتقلات والسجون السرية بنفس آلية وطريقة إدارة ميليشيا الحوثي الإنقلابية لمعتقلاتها .
مضيفا : لا يوجد عدد مؤكد عن كل المختطفين لأن كثيراً من المخفيين إلى الآن أهاليهم لم يبلغوا عنهم، لكن من استطاعت توثيقه لجنة المخفيين قسراً في تعز يناهز 86 اسماً تأكد وجودهم في هذه السجون.
وقال الشميري، إن السجون السرية في مدينة تعز نشأت مع بداية المقاومة ، مضيفا : أبرز هذه السجون هي: سجون المدارس في باكثير والمعهد الوطني الإداري، ومدرسة عثمان... وهناك سجون أيضاً قريبة من مقرات حزب الإصلاح الإخواني، عددها الكُلي يزيد عن 11 سجناً، والمشرف عليها قيادات عسكرية لحزب الإصلاح معروفة للجميع، ومعظم هذه السجون لا يعلم عنها الأمن شيئاً إلا بعض معلومات طفيفة.
لافتاً إلى أن هناك شهادات حية وصلت إلى اللجنة تكشف الجرائم التي يرتكبها الإصلاح بحق أولئك المعتقلين والمخفيين بدون أي وجه حق وبعيداً عن الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة .
وبين الشميري أن معظم أولئك المخفيين في سجون الإصلاح السرية هم من المشاركين في العمليات العسكرية ضد ميليشيا الحوثي الإنقلابية وكان لهم دور كبير في تحرير مساحات واسعة في مدينة تعز.
موضحاً أن الإعتقالات والإخفاء الذي مارسته ميليشيا الإصلاح جاء بناءاً على تصفيات شخصية، مستدلاً بحديثه إلى قصة المخفي "عدنان" أحد منتسبي كتائب مقاومة تعز "أبو العباس" الذي تم تعذيبه بشكل وحشي بالصعق والضرب وإطلاق الرصاص الحي عليه .
وأفاد الشميري أن الأجهزة الأمنية حتى وقت قريب كانت لا تعلم بوجود تلك السجون السرية التي أغلق بعض منها بعد إثارة عدد من قصص المعتقلين الذين تمكنوا من الفرار منها أو تم إطلاق سراحهم بعد دفع مبالغ مالية للمسؤولين عن تلك المعتقلات .
ولفت الشميري إلى أن كافة المخفيين الذين أطلق سراحهم يعانون أوضاعاً صحية ونفسية صعبة جداً خاصة بعد تخلي الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية عن مسؤولياتها في تقديم الدعم اللازم لهم .
ووعد الشميري بعرض قصص حية لبعض المخفيين قسرا في مؤتمرات صحفية قادمة ، لافتاً إلى أن هناك مخفيين قسراً كانوا بصدد عرض قصصهم ولكن عدم توفر الضمانات المطلوبة لحياتهم وحياة أسرهم وذويهم جعلهم يؤخرون ظهورهم العلني .
وأكد وجود حالات إخفاء قسري كثيرة لم يسلط الضوء عليها لأن أُسر المخفيين تخاف من الحديث عن أبنائهم المخفيين في سجون الإخوان بأن تقوم ميليشياتهم بتصفيتهم.
واضاف : بعض من الذين خرجوا من سجون الإخوان لم تقدم لهم الشرعية والحكومة أي ضمانات لسلامتهم كي يتحدثوا عن ما وقع لهم من أحداث أليمة داخل سجون هذه الميليشيات.. ونحن قد سمعنا بعضهم وسمعنا عن بعضهم أيضاً".