الأمومة ليست حكرا على النساء فحسب.. بل والرجال أيضا

الحالمي في الندوة العلمية لصحة الأم والطفل:

الأمومة ليست حكرا على النساء فحسب.. بل والرجال أيضا


- دشن الشيخ مفيد عبده محمد الحالمي رئيس لجنة السلام والمساجين وحل المظالم بمحافظة إب ورئيس الرابطة الوطنية للحب والسلام الندوة العلمية لصحة الأم والطفل التي نظمها مشفى الكندي بالتعاون مع العالمية لأنظمة الجودة وشركة نستلة.

وفي الندوة ألقى الحالمي كلمة توعوية مميزة نالت إعجاب الجميع أكد فيها أن الأمومة ليست حكرا على النساء فحسب بل والرجال أيضا حيث قال:
- "لولا الطفولة ما كانت الأمومة .. ولولا الأمومة ما كانت الطفولة.
فهما قيمتان مقرونتان إذا رفعت إحداهما رفعت الأخرى.

♡ الطفل قيمة عظمى.. والأم قيمة عظمى أخرى.
وحينما تجتمع هاتان القيمتان في فعالية واحدة.. فإننا ولاشك نكون إزاء فعالية من العيار الثقيل.
ولما كان الطفل والأم قيمتان ساميتان.. فإن العمل في سبيلهما يغدو غاية سامية ونبيلة تستحق أن تبذل في سبيلهما الجهود

♡ وبالمناسبة.. مهما كبرنا يبقى في داخل كل منا طفل.. ويجب أن نحافظ عليه.

ومهما كبرنا يبقى لكل منا أم يجب أن نضعها في حدقات العيون.. أم نشعل لها شموع الفرح على أنغام أغنية (ست الحبايب).

♡ وليست كل أمراة هي أم.. بل كل أم هي امرأة.
أو فلنقل كل امرأة مسؤولة.. هي أم.
كل امرأة حنونة.. هي أم.
كل امرأة تدرك قيمة الأمومة وتقدسها.. هي أم.
أما دون ذلك فليست سوى أنثى بالمعنى المجرد أو السلبي.

وفي ذلك إشارة خطيرة قد أكون مجازفا إذا ما صرحت بها وفحواها أن الأمومة قد لا تشمل النساء فحسب بل والرجال أيضا !!.. ذلك أن الأمومة هي نبع حنان يتدفق دونما نضوب.. الأمومة هي سقف أعلى لعاطفة لا يعلى عليها.

لذلك قبل أيام ونحن نحتفي بعيد الأم قلنا لهم:
كل حضن رؤوم.. هو أم.
كل وطن غال.. هو أم.
كل مدينة أثيرة.. هي أم.
كل حي ترعرعت فيه وتشتاق إليه.. هو أم.
كل منزل يسكنك.. هو أم.
كل شرفة أبية تطل على أحلام السلام.. هي أم.
كل أب حنون.. هو أم.
كل أخت حانية.. هي أم.
كل أخ نبيل.. هو أم.
كل قلبك يحبك.. هو أم.
كل نبض يخاف عليك من نسمة الهواء.. هو أم (أيا كان مصدره).
كل شجرة تتفيء ظل غصونها الورافة.. هي أم.
وكل سحابة حبلى بالمزن.. هي أم. 
كل سلوك راق .. هو أم.
كل هدف سام .. هو أم.
كل سعادة غامرة.. هي أم.
كل امرأة طيبة أو رجل أطيب.. هو أم.

أما كل أم رااااائعة .. فهي روضة من رياض الجنة.. وليست إلا إمتداد دنيوي للفردوس الأعلى من الجنة.

♡ على كل حال .. قد يظن البعض أن تنظيم مثل هكذا فعاليات في مثل هذا ظرف حربي هو سلوك غير صحيح لأنه سلوك ترفي.. ونحن نقول إن غير الصحيح هو هذا الحكم الذي يجانب الصواب إذ أن ما يجب في الظرف العادي يجب بشكل مضاعف في الظرف الاستثنائي لأن من يتحمل أعباء هذه المرحلة هم الطفل والأم.
ولأن تنظيم فعاليات في هكذا ظروف هو بحد ذاته منجز وانجاز نوعي محسوب لصانعيه.. ينم عن إرادة قوية تأبى الانهزام.
وهذا ما نحتاج إليه .. أن نحارب الحرب بالتنمية.. أن نحارب ثقافة الحرب بثقافة السلام .. ثقافة الموت بثقافة الحياة .. ثقافة التدمير بثقافة التعمير .. ثقافة الكراهية بثقافة الحب.
لا سبيل لنا بغير ذلك.. لا خيار لنا عدا ذلك .. ذلك أن أي خيار أخر لن يفضي بنا إلا إلى المهالك.

لذا يجب أن نتعاضد جميعا من أجل صناعة السلام.

ويجب أن نحمي أطفالنا وأمهاتنا .. ويجب أن نغرس فيهم منذ أطوارهم الأولى أهمية ووجوب وحتمية ثقافة السلام وثقافة الحب على الصعيد الوطني والإنساني على حد سواء ذلك أن ثقافة السلام وثقافة الحب هي جزء لا يتجزأ.
فلا يمكن أن تكون مسالما في بلدك ولست مسالما في بلدك آخر.
أن السلام هو ثقافة وسلوك الإنسان السوي أينما كان في أي وكان ومكان.

♡ والحقيقة أن الجيل الجديد من الأطفال والنساء يستحقون التكريم والدعم والمساندة.. ذلك أنهم تحملوا ويتحملون عبء مرحلة عصيبة يؤكد الكبار والمخضرمون أنها أسوأ واصعب مرحلة مرت بها اليمن في التاريخ المعاصر.

ولذلك نرفع أيدينا إلى السماء ونقول كما قال الشاعر:
- و يا ربّ من أجل الطفولة وحدها ..
أفض بركات السلم شرقا و مغربا
و ردّ الأذى عن كلّ شعب و إن يكن ..
كفورا و أحببه و إن كان مذنبا
و صن ضحكة الأطفال يا ربّ إنّها ..
إذا غرّدت في موحش الرمل أعشبا
و يا ربّ حبّب كلّ طفل فلا يرى ..
و إن لجّ في الإعنات وجها مقطّبا
و هيّئ له في كلّ قلب صبابة ..
و في كلّ لقيا مرحبا ثمّ مرحبا

قولوا .... ياااااارب.


♡ ولا أنسى أن أشير إلى أن ثمة علاقة تربط بين الأمومة والطفولة .. والحقيقة أن الحيز الزمني لا يتسع للإفاضة في تفصيل هذه العلاقة لكنني وباختزال شديد أكتفي بالإشارة إلى أن الأمومة هي الكنف الذي تترعرع في أحضانه الطفولة التي ستنمو وتكبر حتما لتغدو بعد ذلك معنية برد الجميل.

أي أن الحياة فيما يتعلق بعلاقة الأمومة والطفولة مقسمة إلى قسمين أو مرحلتين .. الأولى تكون فيها الأولى معنية برعاية الثانية.. والثانية تكون فيها الثانية معنية برعاية الأولى.

وخلال المرحلتين اسمحوا لي، ما دمنا في ندوة توعوية، أن أنوه أن ثمة أخطاء في تعاطي الأم مع الطفل الصغير في المرحلة الأولى التي تتعهد فيها الأمومة بالطفولة (مثل.....................).
وبالمقابل ثمة أخطاء يقع فيها الطفل الكبير في تعاطيه مع الأم في المرحلة الثانية بعد أن يكبر.

وهنا نلفى أيضا أن ثمة علاقة بين هذه العلاقة ذاتها وبين علم التنمية البشرية الذي يعلمنا، في جانب منه، كيف نتعاطى مع بعضنا البعض وكيف نتعاطى مع الشخوص والأشياء وما إلى ذلك.


♡ عموما وعلى أغلب الظن .. لعل هذه الندوة هي جزء من رد الجميل .. رد جميل أطفال الأمس للأمهات.. وهي الندوة الهامة التي تأتي على سبيل التوعية الأهم التي نصف العمل على وجه الأقل .. ذلك أن القاعدة التي لا يختلف عليها إثنان تقول (ردهم وقاية خير من قنطار علاج).

هذا وآخر الكلام .. السلام 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

¤ كما ألقيت كلمات تدشينية من الدكتور عبداللطيف مجلي والدكتورة عبير الأغبري والدكتور محمد عبدالرب مندوب شركة نستلة.

مصدر هذا الخبر وقع محافظة الحديدة:
https://yemen-online.club
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://yemen-online.club/?no=72456