يمن اونلاين -د. خالد النجار
أستاذ الجغرافيا الاقتصادية والتخطيط الاقليمي المشارك بجامعة تعز .
مرت قرابة أربعة أعوام من تاريخ الموت الممتد بتطاول مخيف على الوطن ذاكرة وجغرافيا وإنسان، كانت أجزاء من المدينة قد تحررت بلا شك من قبضة أصابع الانقلاب غير أن أظافره بقت منسية على الجرح بملشنة وأخرى ، خوف وآخر ، موت وجرح سحيق ...
حتى مطلع العام2018 والذي يوافق مطلعه صدور القرار 83 مكافأة لتعز بعد أعوام من النسيان ، كما يقول واقع المدينة خلال العام ذاته.
استطاع المحافظ خلال هذا العام اعادة الروح لتعز التي كادت تفقدها في ظل الاحباطات المتكررة التي عاشتها في ظل الانقلاب وبعد تحريرها وحتى تعيين المحافظ ، فمنذ الوهلة الاولى كان حصيفاً ملماً بالوضع الاقتصادي والمالي والامني والعسكري والخدمي ، الذي عانت من تأثيراته السلبية الحالمة تعز أرضاً وانساناً ، نظراً لتشابك وتعقد كثير من مفردات ذلك الواقع ، واعتقدنا جميعا ان هذا الوضع لن يكون مساعدا على تحقيق اي تقدم في معالجته بل سيكون مصدرا طاردا للمحافظ الجديد .
لكن كان لخبرات الرجل وذكائه وعلاقاته السياسية والاجتماعية دوراً حاسماً في انطلاقته القوية والسريعة في تحقيق حلم الاستقرار والامن وعودة الحياة لسابق عهدها لتعز ، فبمجرد أدائه اليمنين الدستورية امام فخامة الرئيس هادي ، افصح المحافظ عن برنامجه الشامل لإنقاذ تعز وانتشالها من المستنقع الذي كان البعض يريد لها ان تظل فيه ، فأعلن حبه للجميع ومد يده للجميع .
كان المحافظ حديث التعيين آنذاك يدرك ان اي انجاز لتعز لن يتحقق ويحقق نجاحات باهرة الا عبر الاهتمام بأهم ملفين تعاني تعز من ويلاتهما ، وهما :
ملف انقطاع الرواتب الحكومية ، وملف الامن وفرض هيبة الدولة ، فكان له ما اراد فبدأ بالملف الاول ملف الرواتب فبذل جهوداً كبيرة في حلحلته الامر الذي شكل اول انجاز للمحافظ وكان بمثابة بطاقة تعريف له امام شعب تعز الذي استبشر خيرا بعد ان عاش احباطاً ونفوراً من اي مسؤول ، عادت بذلك الروح للجسد التعزي الذي كاد أن يسقط في المجهول بفعل الصراعات الحزبية والمصلحية والاستقواء والاستحواذ الذي مُرس على تعز، تعز نفسها التي شكلت الحاضن والحامي لكل هؤلاء في حين ذات كل الأحزاب السياسية وتلاشت في المدن الأخرى سواءا في جنوب الوطن أو شماله.
انتظمت عملية صرف الرواتب لموظفي الدولة في تعز مما انعكس ايجابا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تعز بل شكل ايضا حافزاً لعودة المئات من الاسر التعزية التي نزحت وتشردت في مختلف المحافظات اليمنية ، فعادوا فرحين الى منازلهم ومدينتهم ، فنتعش الاقتصاد الداخلي وتعاظمت الحركة السكانية والحراك التنموي في المحافظة .
هذا الواقع الجديد الذي تعيشه تعز بعد ثلاث سنوات عجاف قضت على الاخضر من الأمل واليابس منه بعودة الحياة الى تعز ، شكل احتياجاً شديداً لفرض الامن والامان في تعز ، مما دعي المحافظ الى خوض غمار حلحلة اشكاليات الملف الامني واستعادة الدولة في تعز كخطوة أخرى صوب إعادة بناء كيان اسمه الدولة من الصفر، فبادر الى معالجة وحلحلة القضايا الشائكة لهذا الملف.
القضايا التي تسببت في اراقة كثير من الدماء البريئة بين جموع المواطنين وحتى بين افراد المؤسسة العسكرية والامنية التي خسرت كثيرا من افضل كوادرها نتيجة هذه القضايا الشائكة ، واستطاع المحافظ بفعل خبراته ومعارفه المكتسبة من تجربته السياسية والادارية والاجتماعية حل تلك القضايا بسلاسة ويسر دون هدر الوقت او الامكانات بدون فائدة تُذكر وبتعاون الشرفاء استطاع ان يحرز انتصاراً وشيكا في هذا الملف الخطير لتعز رغم ما تبقى من صعوبات نتمنى تتمة هذا الملف مع حلول العام القادم ولن يكون دون تضافر الجهود العسكرية مع توجيهات رأس هرم السلطة المحلية وتوفر الصحوة المجتمعية كسند موازر ورديف لا يُهزم.
كانت خطوة المحافظ التالية صوب إتمام رسم ملامح الدولة، التي كانت قد أغبرت ونضبت ، هي فتح الطرقات المغلقة وازالة الحواجز التي كانت تقطع جسد المدينة الى كنتونات ومربعات اشبه ما تكون بدويلات صغيره داخل تعز ، والتي كادت تجعل من تعز مدينة أشباح وللإرهاب محليا واقليميا ودوليا ، ولعل هذا الانجاز تحديدا ساعد على تحقيق نهضه لمس اثرها الايجابي ليس أبناء تعز فقط وانما وعلى امتداد الوطن كنموذج لمسلك سار عليه الكثيرون نحو إقامة كيان الدولة بعد أعوام من القيامة ، قيامات خاصة شكلت دول عدة داخل الدولة .
بعد خطوته تلك عادت تعز واستردت عافيتها وهويتها الثقافية وشخصيتها الجغرافية المؤثرة في اليمن .
كثف الدكتور أمين ، بعد خطوته السالفة الذكر، من نشاطه لاعتقاده الراسخ ان ما تحقق من انجازات يحتاج الى بيئة مشجعه ومدعومة لاستمرار تلك النجاحات وتعزيزها ، فك