قالت مصادر سياسية مطلعة، أن تسلم "مهدي المشاط"، الأربعاء رسميا، منصبه رئيسا لما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” التابع للمتمرّدين الحوثيين في اليمن خلفا لصالح الصماد الذي قتل الخميس الماضي في غارة للتحالف العربي بمدينة الحديدة على الساحل الغربي اليمني، قد يخلق اختلالا بالتوازنات الهشة بين أجنحة الجماعة الحوثية وينذر بموجة من الصراعات داخلها.
  وأضافت المصادر المطلعة على طبيعة الصراع بين أجنحة الجماعة الانقلابية، أن منح زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الثقة لصهره المشاط خلق حالة من عدم الرضا عن القرار عبر عنها عدد من قيادات الجماعة بخاصة لدى كل من محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الجماعة، وعمه الآخر عبد الكريم الحوثي، اللذين كانا يخوضان صراعا غير معلن مع الصماد لإطاحته، وتولي أحدهما المنصب التنفيذي الأول في هيكلية مجلس حكم الانقلاب.
  وفي الاتجاه ذاته كشفت المصادر عن حالة من التوتر تسود صفوف الحوثيين إثر مقتل الصماد في الوقت الذي كان يقوم فيه بحشد المقاتلين تحت عنوان” مسيرة البنادق” والتي كانت تستهدف الدفع بالمزيد من المقاتلين للقتال في جبهات الساحل الغربي، ومعقل الجماعة في صعدة.    واعتبر مراقبون مقتل الصماد في هذا التوقيت الذي تحتشد فيه قوات الجيش الوطني إلى عمق محافظة صعدة بأنها مؤشر على حالة الانهيار الشامل التي تمر بها الجماعة على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية.
  كما لفتت المصادر إلى انعكاس مقتل الصماد بصورة مباشرة على حالة التوازنات الهشة داخل أجنحة الجماعة الحوثية، إضافة إلى أن مقتله دفع بزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي إلى فرض أحد القيادات الأشد تطرفا وراديكالية ليكون خليفة للصماد وهو ما ينذر بموجة جديدة من الصراعات داخل الجماعة الحوثية ومع حلفائها وخصومها على السواء.
  واعتبر مراقبون أن التحولات السياسية والعسكرية المتسارعة وتصاعد الخسائر في صفوف القيادات الحوثية تنذر ببدء مرحلة جديدة من مراحل الحرب بين الشرعية والتحالف العربي من جهة والحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى عقب تعيين القيادي المقرب من عبدالملك الحوثي رئيسا للمجلس السياسي الأعلى، ويعبر عن رغبة الجماعة ومن خلفها ايران بالدفع نحو آخر فصول التصعيد وتقديم الوجه الحقيقي للحركة الحوثية كما هو من دون أقنعة.

وتسلّم مهدي المشاط، الأربعاء، رسميا، منصبه رئيسا لما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” التابع للمتمرّدين الحوثيين في اليمن خلفا لصالح الصماد الذي قتل الخميس الماضي في غارة للتحالف العربي بمدينة الحديدة على الساحل الغربي اليمني.