بدأت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي عملية لكسر الحصار الحوثي لمدينة تعز تحت غطاء الغارات الجوية التي تقودها السعودية.
وقد بدأت الحملة الخميس الماضي، مع قيام القوات الموالية للحكومة بمهاجمة الحوثيين على جبهات عدة في محافظة تعز وتطورها في بعض المناطق وفقا لما ذكرته مصادر عسكرية.
وقال نبيل العديمي، أحد قادة المقاتلين الموالين للحكومة، إن قواته هاجمت الحوثيين على الجبهة الشرقية من المدينة، مما دفعهم إلى الفرار من المنطقة. وقال العديمي أن نيران القناصة والالغام الارضية منع جنوده من التقدم كثيراً.
واضاف العديمي لـ "ميدل ايست اي" وترجمها " ": "قام الحوثيون بزرع ألغام أرضية في كل مكان في تعز ... عندما هاجموهم، فروا من المنطقة، وتركوا مئات الألغام الأرضية وبعض القناصة على قمة التلال، لذا فإننا نتقدم ببطء شديد".
وأضاف "هذا لا يعني اننا لن نتقدم". وأضاف قائلاً "اننا نتقدم وسط كل العقبات وبعد أن نمر عبر حقول الالغام الأرضية، سيكون تقدمنا اكثر سهولة".
وقال إن الغارات الجوية التي تقودها السعودية تستهدف القناصة الحوثيين ومركباتهم العسكرية، الأمر الذي ساعد على تقدم قوات الرئيس هادي.
وقال العديمي "ان الضربات الجوية تلعب دوراً رئيسياً في هذه الحملة، وهي ترافق الجيش والمقاومة الشعبية على جميع الجبهات، وكان هناك اكثر من 20 غارة جوية يوم الخميس وحده واكثر من ذلك يوم الجمعة".
وقال العديمي إن الهدف من هذه الحملة هو كسر الحصار على مدينة تعز الذي أستمر لمدة ثلاث سنوات، ولن تتوقف القوات الموالية لهادي إلى أن تفعل ذلك.
وتتواصل المعارك في الجبهات الشرقية والشمالية، لكن أشد الاشتباكات تقع على الجبهة الغربية، حيث تحاول القوات الموالية للحكومة كسر الحصار بإتجاه الحديدة.
وتحدث قائد ميداني في الجبهة الغربية إلى "ميدل إيست أي" الذي أشترط عدم الكشف عن هويته، قائلا إن جميع القوات الموالية لهادي متحدة في المعركة.
وقال "كل مجموعات المقاومة تشارك في هذه الحملة، ونحصل على تعليمات من قيادة واحدة ... لذلك أثق بأن بإمكاننا تحرير أجزاء كبيرة من تعز هذه المرة".
وقال القائد لـ "ميدل إيست أي" أنه ليس لديه إطار زمني عن وقت إن الحصار، لكنه يعتقد أن قواته سوف كسره في نهاية المطاف.
وأضاف "لقد تقدمنا في منطقة الرباعي وما زلنا نحاول السيطرة عليها، ويمكنني القول اننا سنحقق تقدما جيدا في الايام المقبلة".
وفي الوقت نفسه، أخذت القوات الموالية للحكومة منطقة العنين في منطقة جبل حبشي، وهي منطقة ريفية تبعد حوالي 20 كم غرب مدينة تعز.
وقال القائد أن التحالف بقيادة السعودية ارسل مدرعات ودبابات وذخائر الى تعز بهدف مساعدة القوات على التقدم ضد الحوثيين. وقال القائد ان اكبر احتياجا هو المزيد من كاسحات الالغام للمساعدة فى ازالة الالغام الارضية.
وتستمر الاشتباكات عبر الجبهات المختلفة في تعز. وقالت وكالة سبأ للأنباء التي تديرها حكومة هادي أن 53 من الحوثيين قتلوا منذ بدء الهجوم يوم الخميس إلا أنها لم تكشف عن عدد الضحايا بين القوات الموالية للحكومة.
محافظ جديد طموحات جديدة
وقد بدأت الحملة بعد أن وصل المحافظ الجديد أمين أحمد محمود إلى عدن من المملكة العربية السعودية يوم الخميس، وأعلن العملية الجديدة لكسر الحصار.
وقال المحافظ أن "كابوس الإرهاب الحوثي في طريقه إلى مزبلة التاريخ".
وقال "لقد قرر الجيش الوطني شن حملة عسكرية كبيرة، بدعم من التحالف السعودي، لتحرير المحافظة من الحوثيين.
وأضاف قائلاً "اننى ادعو سكان المناطق التى يسيطر عليها الحوثيون الى دعم اخوانهم فى الجيش الوطنى والمقاومة الشعبية ولإنقاذ كرامتهم وحريتهم".
وقامت القوات الموالية للحكومة، بدعم من الغارات الجوية التي تقودها السعودية، بكسر الحصار الحوثي على جبهة تعز الجنوبية الغربية في أغسطس / آب 2016، بعد أكثر من عام ونصف، وهي تحاول الآن إنهاء المهمة من الاتجاهات الأخرى.
وقال أحمد العزازي، وهو صحفي في تعز، ل"ميدل إيست أي": "يعتبر المحافظ الجديد التحرير أولوية، لذلك قام بتنظيم هذه الحملة العسكرية لتحرير تعز، وأعتقد أن هذه خطوة جيدة من قبل المحافظ، ولكن عليه أن يأخذ في الإعتبار عواقبها، حيث سيكون هناك ضحايا وجرحى جديدة وتكاليف أخرى".
في العام الماضي، كانت هناك عدة نزاعات بين مختلف فصائل المقاومة الشعبية في محافظة تعز، مما أثار شكوكاً بين سكان تعز بأن أي جبهة موحدة ستكون قادرة على كسر الحصار.
وقال الصحفي انه عندما يرى السكان ان هذه الجماعات تقاتل بجانب بعضها لتحرير مدينتهم فانهم يشعرون بالتفاؤل.
وقال العزازي "انني سعيد جدا لرؤية كل مجموعات المقاومة تقاتل تحت قيادة محور تعز العسكري، ويبدو انهم نسوا كل الخلافات بينهم".
أحلام كسر الحصار
في حين يعيش سكان تعز تحت ظروف الحصار المروعة على مدى السنوات الثلاث الماضية، فإن الحملة العسكرية الأخيرة تركت المدنيين يخشون في ضوء جولات جديدة من الاشتباكات والغارات الجوية، فضلا عن القصف الحوثي.
وقال مدنيون لـ "ميدل إيست أي" وترجمها " " إنهم يخشون الموت، وهؤلاء الذين يعيشون بالقرب من مناطق النزاع قد فروا إلى مناطق أكثر أمنا نسبيا أو حاولوا مغادرة المدينة تماما.
واضاف زهير عبد العليم، المقيم في منطقة الثورة بالمدينة، إن بعض جيرانه هربوا من منازلهم، في حين بقى آخرون في الداخل.
وتابع زهير لـ "ميدل إيست أي": "كلنا نأمل أن نرى تعز محررة، ولكني أخشى أنه حتى بعد كل هذه الضحايا والإصابات، لا تستطيع القوات تحرير مدينتنا".
وقال "آمل أن تتمكن القوات الموالية للحكومة هذه المرة من تحرير المدينة وكسر الحصار لاننا لا نستطيع تحمل المزيد من المعارك داخلها".
عماد سلطان، أحد سكان تعز الذي يعمل كسائق، لم يكن متأكدا من ذلك.
وقال "حتى لو تقدمت القوات الموالية للحكومة باتجاه الشمال او الغرب فانهم سيصلون الى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وسيفرض الحوثيون الحصار من اتجاه اخر، إنني لست متفائلا".