قال موقع "سي إن بي سي" الأمريكي، إن التغيرات الأخيرة في ديناميكية الحرب في اليمن، التي يُنظر إليها على نطاق واسع بأنها حرب بديلة بين المنافسين السعودية وإيران، تجعل من الصعب جدا التنبؤ بما يمكن أن يحدث في الشرق الأوسط.
وأشار موقع "سي إن بي سي" في تقرير وترجمه " " إلى تصاعد التوتر بين السعودية وإيران يوم الثلاثاء بعد إطلاق صاروخ آخر من المتمردين الحوثيين في اليمن نحو المملكة والذي القت الأخيرة اللوم على الصاروخ الذي اعترضته في طريقه إلى الرياض مباشرة على إيران.
وقال متحدث باسم السعودية لوكالة فرانس برس إن "هذا العمل العدائي والعشوائي الذي تقوم به جماعة الحوثيين المسلحة الايرانية يثبت استمرار تورط النظام الايراني في دعم مجموعة الحوثيين المسلحة ذات القدرات النوعية"، على الرغم من نفي إيران هذه الادعاءات.
وقال خبير في شؤون الشرق الأوسط لشبكة "سي إن بي سي" إنه يشعر بالقلق لأنه من الصعب التنبؤ بما يمكن أن يؤديه التنافس بين السعودية وإيران.
وقال ماركوس تشينيفيكس ، المحلل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تي اس لومبارد "نحن لا نعرف أين تتجه، ونحن لا يمكن أن نتحدث عن ديناميكية ثابتة مع المعايير المعمول بها، وهذا هو وضع جديد تماما للمنطقة وأنا حقاً أكافح من أجل التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك".
وأضاف تشينيفيكس أن إطلاق الصاروخ يوم الثلاثاء جاء مع استمرار الحرب الاهلية في اليمن، والذي اتخذت السعودية وإيران مواقف معارضة في معركة مستمرة من أجل السلطة والهيمنة في البلاد التي أعقبت "الثورة اليمنية" في عام 2011 مما أدى إلى تغيير النظام.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية والعالم الغربي يدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي أصبح رئيسا للدولة بعد انتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في عام 2011ن لافتا وفي الوقت نفسه، أن حركة الحوثي وصالح أرادت العودة إلى السلطة، وسيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء والوزارات الحكومية، مما دفع حكومة هادي إلى المنفى.
ولفت إلى أن التحالف بين الحوثيين وصالح انتهى فجأة في نوفمبر / تشرين الثاني عندما قرر الرئيس السابق إنهاء الولاء، ثم قتلته جماعة الحوثي أثناء محاولته الفرار من العاصمة.
وقال "بعد مقتل صالح يترك ذلك الآن حالة حساسة تقاتل فيها القوات المدعومة من السعودية في اليمن الحوثيين المدعومين من إيران".
وقال تشينفيكس التابع لتي اس لومبارد أن وفاة صالح كان تغيير اللعبة في الصراع، وتابع قائلا "التطور الكبير حقا ليس الصاروخ ولكن موت علي عبد الله صالح مطلع الشهر الجاري، الديكتاتور اليمني السابق، في الماضي كانت الحرب الأهلية اليمنية حول اليمن، كان في شمال اليمن لا يريد أن يكون فيدرالية وقطعت من النفط ".
وأردف: "لكن الآن بعد أن مات صالح، إن الحرب اليمنية أصبحت أكثر بكثير من حرب بالوكالة بين السعودية وإيران - وهذا يجعلها أكثر إثارة للقلق" وقال "أتوقع رؤية المزيد من الصواريخ القادمة من اليمن ".
وفى الوقت الذى دعت فيه الولايات المتحدة الثلاثاء إلى معاقبة ايران على دعمها للمتمردين الحوثيين، هناك معارضة في مجلس الأمن الدولي وخاصة من روسيا حول ما إذا كانت ستفعل ذلك" يقول تشينفيكس التابع لتي اس لومبارد.
وقال تشينفيكس "لا تظهر الحرب في اليمن أي علامات على التراجع، مع استمرار السعودية في توجيه ضربات جوية ضد المتمردين الحوثيين في العاصمة، مشيرا إلى أن الغارات الجوية التي شنها التحالف السعودي اوقعت 136 قتيلا في اليمن منذ السادس من كانون الاول / ديسمبر –حسب تقرير الامم المتحدة.
واعتبر الحرب على نطاق واسع نزاعا بالوكالة بين السعودية التي يهيمن عليها السنة وخصمها الإقليمي، وهي إيران التي يهيمن عليها الشيعة، لافتا إلى أن السعودية تتهم ايران بتزويد الحوثيين بالأسلحة التي تنكرها ايران.
وقال شيفينيكس أن الحرب "مدمرة" لليمن وللمدنيين"، مضيفا "لقد كان التأثير على اليمن مدمرا، حيث يتحدث اليمنيون عن ذلك مثل الصومال، ويعتقد مركز البيانات اليمني أنه كان هناك نحو 16 ألف غارة جوية، كان الكثير منها على أهداف مدنية، وبالتالي فإن التأثير مدمر تماما".
*نشرت المادة في موقع سي ان بي سي نيوز، ويمكن العودة للموقع على الرابط هنا
*الترجمة خاصة ب