تحركات سياسية جديدة في اليمن بالتزامن مع مشاورات أمريكية مكثفة

- خاص الأحد, 22 أكتوبر, 2017 05:12 مساءً

مجددا تطل بوادر تحركات سياسية في اليمن بعد جمود شاب هذا الملف لأشهر عديدة، وشهدت البلاد خلاله العديد من التطورات الداخلية، وتأثرت بشكل كبير جراء الأزمة الخليجية التي ألقت بظلالها على المشهد في اليمن بشكل ملفت منذ خمسة أشهر.
                          
يعود المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد حاملا حقيبته، مبشرا بمبادرة جديدة للوضع في اليمن، بعد أن ظل غائبا عن المشهد، حاضرا في الجلسات الاممية المتتالية لمجلس الامن الدولي.
 
لم تتضح بعد تفاصيل تلك المبادرة التي يحملها ولد الشيخ، والذي وصفها بأنها ترتكز على جملة من الأفكار التي يمكن البناء عليها في مواصلة لمحطات السلام والحوار المختلفة وآخرها مشاورات الكويت.
 
واكتفى بالإشارة الى أنها عبارة عن حزمة من الأفكار لبناء الثقة التي تتصل بالجوانب الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى وفتح حصار المدن بينها تعز، وغيرها من الأفكار لتخفيف معاناة المواطن اليمني، دون الكشف عن تفاصيلها.
 


وفي سبيل التمهيد لتلك المبادرة خاض المبعوث الاممي ماراثونا جديدا في العاصمة السعودية الرياض، وهو يتردد على قيادات السلطة الشرعية، وألتقى بالرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه الفريق علي محسن الاحمر، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي كلاً على حدة عدة مرات منذ اغسطس الماضي.
 
وبالرجوع الى المؤشرات الرئيسية التي تحملها المبادة الجديدة لولد الشيخ وتحركاته الديبلوماسية، فإنها لا تعدو عن كونها نسخا محدثة من مجمل مبادراته السابقة التي انتهت بالفشل والجمود.
 
متغيرات اقليمية ومحلية
 
غير أن الجديد هذه المرة هو التغيرات الطارئة في المنطقة اقليميا، وتحركات المياه الراكدة في العاصمة صنعاء بين شريكي الانقلاب، ممثلا بجماعة الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
 
فعلى المستوى الاقليمي يأتي الحديث عن مبادرة جديدة وسط أزمة خليجية أعادت ترتيب الاولويات، وأبرزت مشاريع جديدة محفوفة بالتوجس، من شأنها افراز واقع جديد بعيدا عن الخطوط الرئيسية الواضحة منذ العام 2015م.
 


اما على المستوى الداخلي في العاصمة صنعاء، فإن التحرك السياسي الجديد للمبعوث الاممي يأتي في ظل انعدام الثقة بين طرفي الانقلاب، وتهديد جماعة الحوثي للرئيس المخلوع، واعراب الاخير عن تذمره من اداء شريكه من وقت لآخر.
 
وجاء الاعلان المفاجئ عن التدهور في صحة الرئيس المخلوع صالح، والأنباء التي روجت لضرورة اخراجه من العاصمة صنعاء الى روسيا، لتضاعف الشكوك عن طبيعة الاهداف المستترة وراء ذلك، وأثارت التساؤلات حول إمكانية أن يكون اخراج صالح من اليمن تمهيدا لفض تحالفه مع الحوثيين، أم أن ذلك جزء من الحل لإخراج صالح خارج المعادلة السياسية بشكل تام تمهيدا لحلول جديدة.
 
حضور أمريكي
 
اللافت في التطورات الجديدة هو الوجود الامريكي ممثلا بالزيارات واللقاءات المتواصلة للمسؤولين الامريكيين مع ذات القيادات في الشرعية التي التقاها المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ.
 
وخلال اليومين الماضيين إلتقى كلا من رئيس الجمهورية، ونائبه، ووزير الخارجية، بمسؤلين أمريكيين في وزارة الخارجية الامريكية، حيث ألتقى الرئيس هادي بمساعد وزير الخارجية الامريكي بالإنابة ديفيد ساتر فيلد، وبحسب وكالة الانباء الرسمية "سبأ" فإن ذلك يأتي إطار التشاور والتنسيق المميز بين اليمن والولايات المتحدة الامريكية.
 
وخلال لقائه بالرئيس هادي قال المسؤول الامريكي إن اللقاء يتصل بأفاق السلام، معلنا دعم بلاده للرئيس هادي بإعتباره يمثل الشرعية، فيما أعرب هادي عن تطلعه للسلام الحقيقي والجاد الذي يؤسس لمستقبل آمن لليمن وأجياله القادمة بعيداً عن لغة الحروب والأفكار الدخيلة.
 


أما نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح فقد لتقى الأحد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيم لندر كنغ والسفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، وتركز اللقاء حول المستجدات السياسية والارهاب، وتعزيز العلاقات على مختلف الصعد ومنها ما يتصل بآفاق السلام، وفق تعبير المسؤول الامريكي.
 
نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي التقى هو الاخر مساعد وزير الخارجية الامريكي، دايفيد سترفيلد، وتطرق اللقاء ايضا لعملية التعاون في ملف الارهاب، والمسار السياسي.
 
وأعلن المسؤول الامريكي دعم بلاده لتحقيق السلام في اليمن وجهود المبعوث الاممي، مجددا وقوف دولته مع وحدة اليمن وسلامة اراضيه تجاه التهديدات والتحديات والكثير من اللاعبين في اليمن ومنهم ايران والقاعدة.
 
هذه المباحثات اليمنية الامريكية توجت بزيارة وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون الى المملكة العربية السعودية، ولقاءه بالملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحثهما للعديد من القضايا أبرزها الملف اليمني.
 


مشهد مهيئ
 
يبدو المشهد في اليمن مهيئ لقبول المبادرات السياسية، بعد العجز والاخفاق في حسم المعركة عسكريا، فجميع الاطراف سواء اللاعبون المحليون او الخارجيون باتوا منهكين أكثر من أي وقت مضى، لكن ذلك سيصطدم بالعديد من التحديات أبرزها كيفية تجاوز المرجعيات الاممية التي تضبط الحل في اليمن ممثلة بالمبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرار الاممي 2216.
 


مصدر هذا الخبر وقع محافظة الحديدة:
https://yemen-online.club
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://yemen-online.club/?no=64869