كشفت صحيفة إماراتية عن زيارة مرتقبة للرئيس السابق علي عبد الله، إلى روسيا بدعوة من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، وذلك كجزء من ترتيبات اُتفق بشأنها مع الملك سلمان للتسريع بالتسوية في اليمن.
وقالت صحيفة " الخليج الإماراتية" نقلا عن مصادر سياسية مقربة من السفارة الروسية بصنعاء، عن ضغوط روسية تمارس على جماعة الحوثيين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لقبول مبادرة أممية جديدة تحظى بدعم الكرملين الروسي والدول الراعية للمسار السياسي لحل الأزمة اليمنية، مشيرة إلى ان "صالح سيلتقي بشكل غير معلن بمسؤولين في الخارجية والمخابرات الروسية بهدف حث الرئيس السابق ليكون جزءاً من الحل للأزمة اليمنية بعد أن كان سبباً رئيسياً لتسهيل الانقلاب على الشرعية اليمنية واندلاع الحرب".
وكان "صالح" أعلن عبر فضائية تابعة له عن تلقيه دعوة من معهد روسي متخصص في دراسة الشؤون المتعلقة بالشرق الأوسط تكرس لمناقشة تطورات الأزمة اليمنية وسبل التوصل للحل السياسي.
ويأتي هذا في ظل غليان متزايد تعيشه العاصمة صنعاء، وأجواء حرب، ربما أنها ستكون طاحنة، وليست مجرد اشتباكات محدودة كسابقتها.
ويساور الحوثيون شك أن "صالح" يتخذ من مرضه وسيله للهروب إلى خارج البلد، ومن ثم قد ينقلب عليهم ويسحب البساط من تحت أقدامهم، وهو ما سيجعلهم محاصرين ومنزوين كماجة متمردة بدون أي حليف أو سند، مما سيضطرها في دخول تسوية سياسية بحجمها الحقيقي، أي ما قبل سبتمبر من العام 2014.
ويحكم الحوثيون سيطرتهم على صنعاء، ومن باب أهم باتوا يشددون حصارهم على الضاحية التي يتواجد ويتحرك فيها "صالح"، بالتزامن مع إطلاق "ألسنة" قيادات بارزة فيها في الهجوم عليه وتخوينه وتهديده.
وبالتوازي مع ذلك يحاول "صالح" تحشيد القبائل الموالية له في طوق صنعاء، وعدد من ألوية وقوات الحرس الجمهوري الموالية بالعاصمة، محاولة منه "لردع" الحوثيين، حتى لايفكروا في ممارسة "بطشهم" أكثر بحق أنصاره والموالين لحزبه، أو وحتى لا تمتد أيديهم إليه.
وذكرت ذات الصحيفة، أن صالح "طلب من مشايخ ووجاهات قبلية نافذة في محافظة صنعاء، بادروا إلى زيارته عقب إجرائه لعملية جراحية، الإسهام الفاعل في حشد مقاتلين، مشيرة إلى أن المخلوع كاشفهم بأن الشراكة مع الحوثيين انتهت وأن الأخيرين يخططون لاستهدافه بشكل شخصي والتنكيل بقيادات حزب المؤتمر".
وبينما تواصل روسيا ضغطها على الحوثيين، يواصل الحوثيون ضغطهم على "صالح" في صنعاء، والمعلوم أن الضغط عندما يبلغ حدا معينا يولد الانفجار..فهل ستنفجر المعركة بين شريكي الانقلاب، قبل أن تتمكن روسيا من إخراج صالح إلى بلادها، أم أن الحوثيين سيقومون بحركة استباقية ويخلطون الأوراق مجددا كما يحلو لهم أن يفعلوا كل مرّة.