أكدت مصادر مقربة من جماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على مبنى وزارة الصحة في صنعاء قيام مسئول حوثي "قاصر" باستغلال حالة الإضراب التي بدأها موظفي الوزارة للضغط على منظمة الـ"يونسيف" بالموافقة على تنفيذ مشروع تقدر تكلفته بأكثر من مليون دولار.
وقالت المصادر إن من نصب نفسه قائما بأعمال وكيل وزارة الصحة قام بتهديد المنظمة بعدم السماح لها بتنفيذ الحملة المخصصة ضد شلل الأطفال في حال عدم قبولها تنفيذ مشروع قام بإعداده دون خبرة مسبقة تحت مبرر تنفيذ عملية مسح للأمراض المزمنة في اليمن.
مبلغ مليون دولار كان كفيلا بسد حاجة العديد من المراكز الصحية في اليمن والتي تعاني من عجز شبه تام جراء انعدام العلاجات الضرورية مثل مركز الأورام السرطانية الذي أوشك على إغلاق أبوابه نتيجة عدم قدرته على استقبال الحالات.
أضف إلى ذلك فإن مركز الغسيل الكلوي المتبقي الوحيد في هيئة مستشفى الثورة العام بالعاصمة صنعاء لا يزال يعتمد اعتمادا كليا على ما يقدمه فاعلي الخير من أجل شراء محاليل طبية لتنفيذ عمليات الغسيل الكلوي للمرضى الذين يتقاطرون من مختلف محافظة الجمهورية بعد أن أغلقت كافة المراكز فيها .
يأتي هذا الإبتزاز في الوقت الذي لا تزال حكومة بن حبتور تسعى إلى تشكيل لجنة للنزول الميداني إلى ديوان الوزارة على خلفية ما قام به المسئول الحوثي من إشهار للسلاح في وجه الوزير محمد سالم بن حفيظ وكذا إغلاق مكتبه ومنعه من مزاولة مهامه في الوزارة.
من جانبهم أبدى العديد من منتسبي الوزارة امتعاضهم الشديد جراء عملية الابتزاز هذه التي قام بها المسئول الحوثي لمنظمة تعمل من أجل تقديم الخدمات الطبية للمواطنين في ضل الظروف الراهنة التي يشهدها اليمن .. مؤكدين بأن مثل هذا التصرف سينتهي بمغادرة كافة المنظمات الدولية للبلاد وهو ما سؤثر سلبا على الوضع الصحي الذي بات في أسوأ حالته.