☆ العود .. بين الحرب والسلم

09/04/2019 22:53:52



 ☆ العود .. بين الحرب والسلم

بمقدوري الحفاظ علی صورتي الجميلة لدی بعض أو كل الجميلين بقليل من الذكاء وقليل من المجاملة حسب أهواء البعض.. لكني سأكون قد خنت الأمانة.

وأستطيع العيش بعيدا عن الإزعاج والقلاقل.. لكن الإحساس بالناس يجعلني أؤثر التعب الذي يريح الآخرين علی الراحة التي تتعب الآخرين.

وأستطيع تأمين نفسي علی الصعيد الشخصي.. ليس فقط لاعتبارات قوة. إنما لأن علاقاتي طيبة بكافة الأطراف، والأهم لأن من لا يعتدي علی أحد لا يعتدي عليه أحد.. ولكني أسعی جاهدا واستفرغ الجهد في سبيل تأمين عامة الناس.. لأني أعتبر كل طفل في العود هو طفلي وكل أمراءه ورجل هم أهلي.

♡ والمفروض أن نلتزم الحصافة لمصلحة الحل ولمصلحة كل طرف علی حده.. نظرا لخصوصية بعض التفاصيل ولأن بعض القضايا غير قابلة للنشر ولأن القاعدة تقول "لا تقول كل ما تعرف بل أعرف كل ما تقول".. بيد أن بعض الأشخاص يحاولون تضليل الحقائق مما يضطرك للتوضيح والنشر والبوح بخصوصيات لا يجب البوح بها لمقتضيات الحصافة والسلامة والحكمة.

لذا أجدني مدفوعا لتبيان الأمر لكم بخصوص المستجدات المتعلقة بالوضع المتأزم في العود الذي يوشك علی الإنفجار.. ووضع جزء من الأمر علی طاولتكم.

♡ وقبل أن أبدأ بالتوضيح أعلن بأني لست حوثيا ولا متحوثا..ولا مقاومة ولا داعشي.. ولا يجعلني أسخر من شيء مثلما أسخر ممن يقول أنه يريد أن يبحث عن موقفي.. بعض الناس يستفزك بهكذا طرح باحثا عن موقفك الذي أعلنته مرارا. . فأولا لو كنت حوثيا أو مقاومة لأعلنتها بصريح العبارة.. فلست ممن يخشی أحد غير المولی عزوجل.

♡ موقفي أني ضد الحرب ومع السلام.. وضد طرفي الحرب الذي لا يجب ألا إن يكونوا أخوة متعايشين.
وإذا لم يفهم الطرفين الحقيقة التي لا مناص منها بأنه لا خيار سوی التعايش.. بمعنى إذا أصر الطرفين علی خوض الحرب. فليس بوسعنا إلا التزام الحياد.

♡ ومن مخرجات التطرف أن البعض يريد أن يسلبك حقك في الحياد أو هكذا يظن.. واضعا لنفسه مسوغات واهية تسول له بأن من حقه أن يسلبك حقك في الحياد. علما أنه حق إنساني واضح، بل إنه يعد من أنبل المواقف .. لكن في زمن مشوه كهذا ارتفع فيه سقف التطرف بات البعض يعتقد بسلبية الحياد من الحرب وأنه لابد أن تكون طرفا.. ولابد أن تكون في الطرف الذي يقف فيه هو تحديدا.


وموقف الحياد هذا هو تعبيرا عن قناعتنا بأن الحرب لا ينبغي أن تكون وليس لها مبرر، وقناعتنا بأننا لسنا طرف في الصراع.. بالتالي من العسير علی أي شخص أو جهة أن تستدرجني إلی صراع لست طرفا فيه لكي أحارب بالنيابة أو لكي أقدم الشباب والرؤوس وحياة الناس قرابين.

لسنا اغبياء لكي ننافسكم علی الموت.. بل سننافسكم علی الحياة.

عندما تنتهون من معارككم سنأتي نحن لكي ننافسكم علی الوظائف والمناصب بمؤهلاتنا وكفاءتنا.. هل تعلمون لماذا ؟.. ليس لأننا أصحاب مصالح وبرجماتيين ولكن لأن الموت الذي تدعوننا إليه ليس من حقوق الإنسان. أما الوظائف فهي من حقوق المواطنة المشروعة.

وإذا كان بعض دعاة الحرب قد استغلوا حاجة الناس ووعدوا الشباب بالوظائف مقابل الزج بهم في الحرب فإن هذا في تصوري استغباء حاد لجيل بريء لا يستحق الاستغفال.. الوظيفة حق من حقوق أي مواطن وليس من شروطها أن تقدم حياتك ثمنا لها .. لماذا مناطقنا في اليمن فقط لن توظفوا شبابنا إلا إذا دفعوا حياتهم ثمنا لأخطاءكم السياسية واذا جازفوا برؤوسهم من أجل مصالحكم؟.
ليس هذا منطقيا!!.

♡ إننا إذ نلتزم ثقافة الحياد.. فإنما ذلك يأت حرصا علی حقن دماء الناس .. وككل مواقفنا وقراراتنا ننطلق من منطلقين:
الأول: منطلق ديني: إذ نبرأ بذمتنا من كل قطرة دم يمكن أن تسفك.
الثاني: منطلق أخلاقي: وهو الحرص علی سلامة الناس.

هذان هما المنطلقان اللذان يحددان ويبلوران جل سلوكياتنا وقرارتنا.
ودعونا نفترض أنه ليس ثمة دين ولا أخلاق يحتمان مايجب.. حتی في غياب الوازع الديني وكذا الأخلاقي يجب أن تحتكم للمذهب المنطقي علی الأقل .. ومن ذلك أن تحسبها عملية حسابية رياضية محكومة بالمذهب البرجماتي النفعي.. فإذا كنت قادر علی حسم المعركة لصالحك فقد يغفر لك ذلك جزء من خطيئة الحرب.. أما ما لا يغفر وما يضاعف من جسامة الخطيئة فهو أن تدخل معركة خاسرة سلفا.

فمن الفراسة أن تدرك النتيجة عن بعد قبل وصولها إليك.. فإن كانت لصالحك فما عليك إلا أن تنتظرها بأخلاق المنتصر.. وإن كانت ضدك فعليك أن تفطن لها وتعمل علی تعديلها بإعطاءها شكل آخر أو الجنوح لخيارات وتكتيكات بديلة.. لكي تصل النتيجة بشكل وإهاب آخر.
وتستطيع تجنب الهزيمة في المعركة بعدم الدخول فيها.. إذ أن أفضل وسيلة لحماية نفسك من نتيجة المعركة الخاسرة هي عدم الدخول فيها.. وهي أفضل نتيجة تحققها إذا كانت المعطيات ليست لصالحك.

فالرجل الحكيم لا يدخل في المعارك الخاسرة حتما..
الرجل العزيز لا يذهب الی الهزيمة بيديه ورجليه.. فإن كانت كل القرائن والمؤشرات تؤكد هزيمتك. فليس من الحكمة أن تذهب إلى الهزيمة مع سبق الإصرار والترصد. فمن سمات القائد الحقيقي أن لا يقبل الهزيمة ويتعمد دمغ نفسه بها.
وليس معنی ذلك أن يصر علی دخول الصراع والمعركة.. بل أن يتخذ قرارا حكيما بعدم دخول المعركة الخاسرة أصلا. لأنه ينطوي علی نفس عزيزة لا تقبل الذل والهوان والإهانة.

فليس من يحرص علی حماية الناس من الهزيمة و الذل والهوان هو من يريد إذلالهم.. بل من يريد أن يسوقهم إليها.

من لا يكترث باعتبارات الحفاظ علی النفس والناس من الذل والهوان.. هو من لا يرعوي عن المخاطرة التي قد تعرض الناس لعواقبها الوخيمة.

بالتالي ليس من يريد إذلال الناس هو من يريد حمايتهم من المعركة ونتيجتها.. بل من يريد إقحامهم في خيار الحرب التي قد تكون من نتيجتها الهزيمة وتوابعها المذلة.

النصر له أكثر من وسيلة.. وهنا تكمن حكمة القائد.. وكل وضع وكل مرحلة لها معطياتها التي تحدد نوع القرار.. والنصر الذي يتحقق بدون دماء أفضل من النصر الذي يتحقق بدماء.. فالأول نصر حقيقي والثاني ليس سوی هزيمة محضة.

• عموما.. كانت هذه توطئة لابد منها قبل توضيح النقاط المباشرة المتعلقة بمبادرة السلام التي دعونا إليها تفاديا لانفجار الحرب في العود.. وهي اختصارا لإستفسارات الكثيرين علی الخاص ومنها مايلي:

1- عندما وجدنا أن فصيل المقاومة وأنصار الله قد جلبوا لنا المعركة الی جغرافية العود.. بادرنا لمحاولة إنقاذ الوضع من الانفجار عملا بالواجب الديني والأخلاقي.

2- حاول البعض ممن يعشقون أعمال الشر ويمقتون مساعي الخير.. حاولوا فرز جزء من أحقادهم عبر التصوير للناس بأن المسألة لا تعدو عن كونها تواطء من المشايخ الذين يريدون الصلح هذا تنفيذا لأجندة (عفاش) ولكي يدخلوا أنصار الله للمنطقة.
علما أن أنصار الله موجودين في العود أصلا من أبناء العود نفسها ولا يحتاجون لدخولها لأنهم داخلها أبا عن جد.. وهنا يجب التنويه أن أنصار الله هم اصلا جزء من النسيج الاجتماعي اليمني المتعايش منذ القدم لولا السياسة حاربها الله التي فرزت الناس وفرقت بينهم وغرست بينهم العداوة.
وعلما أن أنصار الله الآخرين لم يطلبوا منا التدخل.. بل الذي طلب منا هم معظم الأهالي وبعدها موافقة 75./. من فصيل المقاومة الذين وصلوا الی قناعة أن الحرب عبثية وأن سلامة المنطقة بأطفالها ونسائها أهم من أي مبررات قد تقال.
أكرر أنصار الله لم يطلبوا منا لكي يقال نفذنا أجندتهم بل الذي طلبوا هم الأهالي من جميع القری.. وبعد موافقة فصيل المقاومة مشكورين بالنزول عند رغبة الأهالي بدأنا بالتواصل مع أنصار الله الذين أيضا رحبوا بمبادرة سلام.

ونظرا للفكر الحربي المسيطر علی عقلية الطرفين.. نجدنا مجبرين علی التوضيح بأن موافقة الطرفين المبدئية لا تعني ضعف الطرف الموافق. بل تعني نبله وأخلاقه... وهذه هي البطولة الحقيقية.

المهم.. إن أولئك الذين يقولون أننا ننفذ أجندة شخصية فإنما يقولون ذلك لأن السلام سيفوت الفرصة على أجندتهم الشخصية.

3- نحن نكرر ونؤكد من البداية أن العود ليست طرفا في الصراع.. وهذه هي الحقيقية التي استعصی علی البعض استيعابها من البداية.. كغيرها من الحقائق التي عملوا علی تجاهلها ولم يحسبوا حساب النتائج الكارثية للتسليم بها.
ومن ذلك هو أن التنوع في العود كسائر المناطق حاصل علی مستوی البيت الواحد .. فهذا مع وهذا ضد وهذا محايد ضد صراع الطرفين ويری أنه لا خيار لهما غير التعايش.

الواقع هو التنوع في الرأي والانتماء والموقف .. وهذا شيء طيب ناهيك عن كونه مناخ ديمقراطي صحي أو هكذا يمكن اعتباره .. أما لو سلمنا بعدم التنوع وأن الناس في هذه المنطقة كلهم علی رأي واحد فمعنی ذلك. أنك تمنح المبرر للطرف الآخر، لاسيما المنتصر أن يبيد المنطقة عن بكرة أبيها.. فهلا يعقلون؟.
فالطرف المنتصر أيا كان لابد أن نمنعه من الاعتداء علی الأقل احتراما وتقديرا لمن معه وللمحايدين .. أي بقوة المنطق وليس بمنطق القوة.

- ولو من قبيل الذكاء الحريص علی الخير .. عندما تكذب وتصور أن المنطقة كلها مقاومة فأنت لا غيرك تعطي للطرف المناهض المسوغ لضربها بلا هوادة والبقاء في منطقتك.. والعكس صحيح عندما تصور أن المنطقة كلها أنصار الله فمعنی ذلك أنك تدعو الطيران لقصف بلادك وأهلك.
وللأسف.. من الغباء أن بعض الناس يغير الحقيقة التي هي لصالحه لكي يستبدلها بكذبه ليست لصالحه.
أفهم يا غبي .. التنوع والحقيقة لصالحك.
ليس من حق أحد أن يقول إن العود كلها مقاومة أو العكس.. لأن الزيف والتضليل ليس في مصلحة من يقول ذاته.

4- بعض الأشخاص المحايدين يقولون:
- "لا تتوسط للمقاومة لأنهم سيبوروا بوجهك وقد لا يلتزموا بما تم الإتفاق عليه.. والبعض الآخر يقولون الحوثة ليس لا عهد لهم ولا أمان. قد يتفقوا معك ثم ينكثوا الإتفاق ولا يلتزموا به فتكون أنت المسؤول والملام أمام الناس.

وفي كلا الحالتين الكلام غير منطقي.. ولا يمكن أن يقبله أي عاقل.. لكن الناس قد تعودوا علی التفسيرات غير المنطقية ويبدو أننا سنصبح في زمن لابد أن تؤمن بأن المنطقي هو غير المنطقي.
لماذا غير منطقي؟.. لأن الذي يحاول الإصلاح بين طرفين ليس ضمينا علی أي طرف وليس مسؤولا عنه.. بالتالي أعلنها الآن وسبق أعلنتها لست ملتزما عن أي طرف .. بل كل واحد ملتزم عن نفسه ويتحمل عواقب أفعاله.. إنما أنا مجرد محاول ومصلح إن ساعدوني وصدقوا معي الطرفين فلي ولهم ولكل من يسعی لحقن الدماء أجرين.. وإن لم يلتزموا فلي أجر الإجتهاد ولهم مسؤولية عدم التزامهم.

هذه هو الكلام المنطقي.. أما لو كان الأمر بيدي والقرار قراري بالمطلق لمنعت القتال من أول وهلة.

5- عندما يمر المرء بكل تجربة أو مرحلة من مراحل حياته.. ليس من العيب أن يخطأ بل العيب أن يصر علی عدم الإعتراف بالخطأ.
لحظة الإعتراف بالخطأ هي لحظة قوة وليست لحظة ضعف.
نهاية كل مرحلة أو خلالها يجب أن تأخذ ورقة وقلم وتسجل الأخطاء التي اقترفتها في حق نفسك.. وأكثر من ذلك التي في حق الناس.. وهذه من سمات النبل والإنصاف.

ومن الحكمة أن تتعاطی مع كل مرحلة وفق معطياتها.. ومع كل حالة وفق مقتضاياتها.
ناهيك إذا كانت المرحلة مرحلة حرب.. ففي المراحل الحرجة والمنعطفات الخطيرة يجب أن تتجلى الحكمة.. كما وإن الخطأ يصبح بألف خطأ.
ومن الأخطاء التي اقترفها البعض في المرحلة الحالية هي إتخاذ قرارات فردية خطيرة.. حينما نقوم بعمل مشروع خيري لابد أن نجمع الناس ونطرح الأمر عليهم ونستأذنهم وإن اعترضوا نزلنا عند رغبتهم.. هذا في مشاريع الخير كالمدرسة وغيرها فما ظنك بالحرب وهي شر محض.

وبالتالي.. نحن لسنا ممن يتخذ قرارات أحادية.. لذا فإن من يحاول تأويل مساعينا لتجنيب المنطقة بتأويلات مدفوعة. سيكون كمن يحرث في البحر ولن يستفيد سوی الكشف عن عقلية عدائية تسيء الظن بمن يعمل لمصلحتها وسلامتها.
ذلك أن القرار .. قرار السلام الذي نسعی للنجاح فيه، ليس قرارا فرديا أتخذه أنا أو أنت أو شخص واحد بمفرده.
إنما هو قرار جماعي يتداوله ويتوافق عليه ويتخذه الناس مجتمعين.. ومن شذ شذ في النار.

وبالمناسبة .. من دواعي السخرية أنه أحيانًا يكون المقاومة وأنصار الله والمحايدين والعقال والناس جميعا مجتمعين في مكان واحد للاتفاق علی نقاط السلام والصلح.. بينما هناك واحد مفسبك يطلع لك وينتقد ويشكك ويتهم ويتذمر ويقرر أنها الحرب ولا شيء غير الحرب.
القرار ليس قرار واحد مفسبك.. لا أنت ولا أنا ولا غيرنا يملك حق إتخاذ قرار نيابة عن المنطقة والناس جميعا.

6- ومن الأخطاء أيضا أن بعض الناس إستغل المناخ الديمقراطي.. ورفع سقف حصته من الديمقراطية إلی حد إلغاء حصة الآخرين منها!!.. فتجاوز حدوده وحدود الديمقراطية وبات يريدك أن تتكلم بمنطقه ولغته وأسلوبه وفكره، ومالم تتكلم بمنطقه المتطرف. فأنت عميل، وأنت مع الطرف الثاني، وأنت مع الباطل.

والمتطرف بمحاولة إجبارك علی الانصياع القسري لرأيه يجبر الآخرين أن يكونوا ضده.. بعد أن كانوا معه أو قريبين منه.

مشكلة المتطرف أنه لا يكتفي بتطرفه. بل يريدك أن تتكلم بمنطق رأيه الحاد .. وهو لا يدرك أنه يريد أن يستعبد رأيك. وهذا محال و(دونه خرط القتاد).

♡ يصل الغباء بالبعض أنك لم تعلن موقف منحاز أصلا.. وهو يتكلم عن موقف.. لكأنه هو من يتخذ القرار بالنيابة عنك.. وينسی أن في هذا إعتداء عليك.. وينسی أن تواضعك وأدبك وحلمك لا يعني جبنك. وينسی أن لديك من الشجاعة ما يفوق مخزون خالد بن الوليد ناهيك عن إعلان موقف منحاز.
ويرفض الاقتناع أنك اتخذت موقف الحياد وأنك لا تنتمي لأي طرف من أطراف الصراع الذي ليس له مبرر سوی الغباء.

وبالمناسبة تحضرني حادثة خاصة مع أحدی المعجبات التي عرضت علي الزواج منها فاعتذرت لها. ثم بعد ذلك عرضت عليا نفسها بالحرام. فضحكت كثيرا قبل أن أقول لها:
"رفضتك بالحلال.. فما بالك بالحرام".
وبالمثل يضحكني بعض الحمقی الذي يعطي نفسه الحق بتصنيفك "حوثي" أو "مقاومة" رغم علمهم أني رفضت الانتماء مقابل مغريات كبيرة يسيل لها اللعاب.. ولهولاء أقول:
" لقد رفضت أن أكون مقاومة أو حوثي بفلوس.. فكيف سأقبل مجانا"!.

- أحد الطيبون، لكنه متطرف، هاتفني سائلا:
" نريد أن نعرف رأيك لأنكم العقال حقنا ومشائخنا؟".
كدت أن أصاب بالسكتة القلبية!!.. لأن صاحبي هذا المتطرف سبق أن أعلنت له ولغيره موقفي الواضح.. لكن لأنه متطرف فإنه يأبی الاعتراف بموقفي الحامي له ويريد أن يجرني لموقفه المهلك للناس.. فقلت له:
" حرام عليك.. رأينا قلناه بالصوت الجهوري وبدراسات منشورة وتصريحات وبالتلفاز وبلقاءات رسمية وشعبية.. لكن أنت مش راضي تعترف بالرأي الآخر.. أيش من رأي تبحث عنه.. نحن مع السلام وضد الحرب".
وإلى آخره من المنطق الداعي للسلام الذي, سبق أن أكدته له عشرات المرات.. مع إضافة أنه يكرر منطقه الداعي للحرب في لحظة يری فيها عواقب أفعاله ونتائجه الوخيمه التي حذرته ونصحته من مغبتها. فلم يحترم نصحك المرتكز علی محبتك له وفوق هذا لم تسلم منه حتی محبتك التي قد يفسرها بأن محبة لمصلحتك الشخصية التي كانت تكمن في التضحية به والزج به مستفيدا من أفكاره المتطرفه وعقليته الهشة.

- وغير محاولة إلغاء رأي الآخر .. زاد البعض علی ذلك بأن أعطى لنفسه الحق في إتخاذ قرارات فردية ذات عواقب جماعية خطيرة.. وليس هذا فحسب بل ومحاولة إجبار الناس علی الامتثال لها.

♡ صمتنا طوال الفترة الماضية.. ولم يكن صمتنا من قبيل السلبية.. بل من قبيل الديمقراطية والتنوع وحرية الرأي والقرار علی اعتبار أن كل واحد مسؤول عن قراراته وتصرفاته.. وقصرنا دورنا علی إسداء النصح الهادف إلى ضمان سلامة الناس وفق قراءة مسؤولة.. فمن يسمع نصيحتك سيعمل علی حماية نفسه ومن يتجاهلها فقد قمت بواجبك نحوه.

♡ والآن عندما وصل الأمر الی درجة الإضرار بالناس والأطفال والنساء.. عندما وجدنا أنهم يريدون سحب معاركهم إلى القری السكنية ويكاد الوضع أن ينفجر.. خرجنا عن الصمت وبادرنا وبطلب من جميع الأهالي لمحاولة منعهم من تحويل منطقتنا إلى ساحة معارك.

♡ إذ أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين..
عندما تبدأ بالمساس بالمصلحة العامة وتختلف مع الرأي العام.

♡ لم نبع أي طرف..ولم نتواطأ مع أي طرف.. فقط حاولنا ومازلنا نحاول حماية الطرف الذي هو ليس طرف مع أي طرف في الصراع.. أقصد الأبرياء والأطفال والنساء.

نحاول أن نحقق سلامة الناس.. بمافي ذلك سلامة المتحاربين أنفسهم.. واقناعهم بأنهم أخوه لا يجب ألا إن يتعايشوا بكل حب ومودة وسلام.

♡ ولتكن العود هي الأنموذج الذي يحقق ما عجزت عنه المناطق الأخرى.. ومن هنا ندعو الجميع للمشاركة معنا في تشكيل الرابطة الوطنية للحب والسلام .. السلام ولا غير السلام.. ندعو الجميع أن يكون دعاة سلام لا مسعري حرب ويمدوا أيديهم الی أيدينا.

♡ فالعود ومحافظة إب سبق أن أخذت حصتها من الحروب في مراحل سابقة.. وهو ما ينسحب علی اليمن عامة .. وبالتالي اليمن لم تعد تحتمل مزيدا من الحرب.
ومن يصر علی القتال فليذهب أولا إلى المؤسسات العسكرية الرسمية ليتم تجنيده بشكل رسمي ويصبح موظف دولة ثم يقاتل مع الطرف الذي يوظفه كجندي رسمي.. علی الأقل لأنه حينها سيكون يمارس دور يمكن تبريره بأنه مهني وفق أوامر وظيفية يجب تنفيذها بغض النظر عن إرادته. بما يعفيه من المسألة القانونية.. وأيضا لئلا يكون غبيا أكثر من اللازم بحيث يقاتل ويقدم حياته قربانا لمراكز قوی تريد إستخدامه للوصول لمصالحها علی طريقة الشاقي بالأجر اليومي.

♡ وعموما.. ندرك جيدا أنه عندما تنوي عمل الخير.. إن البعض لن يروق لهم ذلك.. وسيحاولون عرقلتك.. لكن لا يهم لأن المرء مكلف بالعمل بالأسباب وليس ملزما بضمان النتائج التي هي من تصريف الله عزوجل.. ولا يهم اذا كان البعض يسيء الظن بك المهم أن الله جل وعلا مطلع علی سلامة نواياك وأنك لا تضمر للناس جميعا سوی الخير.. الخير فقط.

♡ وبدلا من مساعدة ابليس علی الشر وشق الصف وتفجير الحرب.. حاولوا أن تساعدونا وتساعدوا أنفسكم علی صناعة السلام.. سلامتكم تهمنا.

♡ ويشهد الله أننا رفضنا الحرب.. من أجل سلامتكم.
ورفضنا المال.. من أجل سلامتكم.
ورفضنا المغريات.. من أجل سلامتكم
رفضنا كل شيء من أجل سلامتكم .. لأن سلامتكم بالنسبة لنا هي كل شيء.

♡ فلا تشغلونا عن العمل علی حمايتكم.. حتی الوقت المستغرق لكتابة هذا البيان إنما هو علی حساب السلام ومقتطع من الوقت الذي يجب إنفاقه على مساعي السلام.

♡ وختاما.. جزيل الشكر وموفور البناء لكل من تعاونوا ويتعاونون معنا لحماية العود من الانزلاق في الحرب.. سواء أكانوا من فصيل المقاومة أو من أنصار الله أو من المحايدين أو من المؤتمر أو من الإصلاح أو من الاشتراكي أو غيرها من المكونات السياسية والحزبية والقبلية والرسمية والشعبية وغيرها.
وهناك أسماء كثيرة تلعب دورا وجهدا أكبر مني.. لكن لأن المبادرة انطلقت من لدينا بطلب من معظم الأهالي وقادة الطرفين فقد لزم التوضيح.. والله وحده من وراء القصد.. والله غالب على أمره.
ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن.

هذا مع فيض من التقدير

أخوكم ومحبكم/
مفيد عبده محمد الحالمي
رئيس الرابطة الوطنية للحب والسلام


تابعونا علي فيس بوك