بين حسابات التحالف وتمترس الحوثيين.. اليمنيون يموتون قصفاً وجوعاً

2018-04-25 22:48:43



مع استمرار المواجهات العسكرية في أكثر من جبهة، وغياب الرؤى السياسية، يدفع اليمنيون ثمناً باهظاً ما بين الموت قصفاً أو جوعاً ومرضاً.   وكما يدفع المدنيون في مناطق المواجهات العسكرية ذلك الثمن، يواجه الآلاف منهم خطر الموت في المناطق التي تتوقف فيها العمليات العسكرية فجأة، ومناطق خطوط التماس بين قوات الجيش الوطني والانقلابيين، ويُتركون لملاقاة مصيرهم المؤلم في وقت كانوا يستبشرون فيه بعودة دولة النظام والعدل والقانون.   وشهدت عدة جبهات توقفاً لم يكن يتوقعه المواطنون، خاصة بعد اندفاعهم لتحرير مناطقهم، الأمر الذي انعكس سلباً على حياتهم، وكانت تعز الجبهة الأكثر وجعاً من حيث توقُّف الكثير من العمليات العسكرية التي أُعلنت بشكل رسمي، إلى جانب مناطق أخرى، منها مديرية حيس القريبة من سواحل محافظة الحديدة غربي اليمن.   ويُتوقع أن يكون التوقف المفاجئ مرتبطاً بحسابات عسكرية وأخرى سياسية، خاصة بعد أن توجهت الإمارات لدعم فصائل عسكرية خارج إطار الشرعية، منها المجلس الانتقالي وقوات النخبة والأحزمة الأمنية وقوات طارق صالح.   - غياب القرار العسكري   الناشط الصحفي وديع عطا اعتبر أن "عدم توافر القرار من قِبل القيادة العسكرية للتحالف هو أبرز ما يعرقل خطط التقدم العسكري حتى اليوم، لا سيما أن هناك إمكانات عسكرية كافية".   وأضاف عطا -وهو أحد أبناء منطقة حيس حيث توقفت العمليات العسكرية- لـ"الخليج أونلاين"، أن "العسكريين في الشرعية يتحدثون عن خطة عسكرية اقتضت هذا التأخير في معركة حيس غربي اليمن استعداداً للعمليات العسكرية المقبلة، خصوصاً أن المنطقة التالية هي منطقة جبل راس، التي تتكون من سلسلة جبال تطل على منطقة الجراحي، إحدى أهم مناطق جنوبي الحديدة".   وفي ظل توقف العمليات العسكرية واستمرار الحصار الخانق، تعاني الكثير من الأسر غياب الغذاء والدواء، وتقطعت بهم السبل، ولم يكن هناك أي نشاط للمنظمات الإغاثية، ولا وجود لمخيمات مؤهلة أو طرق آمنة للخروج من مناطق المواجهات والحصار.   عطا أشار إلى أن "الوضع الإنساني في تدهور مستمر، يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء، وبسبب القذائف الحوثية التي يمطرون بها المدينة بشكل متواصل، فإن مدينة حيس تشهد إصابات ويسقط ضحايا باستمرار".   تعز كانت وما تزال نموذجاً حياً للتوقف المتكرر لعملية التحرير، واستمرار الحصار والقصف العشوائي، وهو الأمر ذاته الذي يتكرر بمستوى أقل في الساحل الغربي، حيث أكد عطا أن "قرابة ثلاثين مدنياً قُتلوا وجُرح العشرات نتيجة استهداف منازلهم بالقذائف، كما اضطرت المواجهات أكثر من 60% من السكان إلى النزوح".   وكشف عطا عن روايات صادمة لأُسر اضطرت إلى طبخ أوراق الشجر لإطعام أطفالهم في ريف حيس التي تتعرض للحصار، وتوقّف مصادر العيش، ومنع المواطنين من الوصول لمركز المدينة للعمل أو جلب الغذاء.   وقبل انطلاق العمليات العسكرية في الساحل الغربي، عانت القرى الواقعة غربي محافظة الحديدة نقصاً شديداً في الغذاء تحول إلى مجاعة، إلى جانب انتشار الأوبئة والأمراض، وانعدام المياه الصالحة للشرب نتيجة انعدام المشتقات النفطية، وتوقّف مصادر الدخل للأسر في الساحل والتي تعملون بالصيد، وتسببت إجراءات التحالف بالبحر الأحمر في توقفهم عن العمل.   - انتهاكات وضحايا   عضو اللجنة الوطنية للرصد غالب القديمي، أكد أن مناطق في الساحل الغربي لليمن تعرضت للكثير من انتهاكات الحوثيين وقصف التحالف.   وأكد في تصريحه لـ"الخليج أونلاين"، أن "المليشيا ومنذ سيطرتها على المنطقة نهاية عام 2014، اعتقلت المعارضين، وضايقت السكان، وفرضت الإتاوات والجبايات تحت اسم المجهود الحربي، كما جندت العشرات من أبناء المديرية، معظمهم من الأطفال".   وتحدث القديمي عما سماه "الانتقام من أبناء المناطق غير المحررة، بتهجير سكان بعض القرى، وتفجير منازل واحتلال أخرى، والقصف المتواصل للمدارس والمساجد والمستشفيات".   وفي خط المواجهات التي تشهد توقُّفاً كالساحل الغربي، تحولت الكثير من المناطق السكنية إلى حقول ألغام، زرعها الحوثيون بهدف عرقلة تقدُّم القوات الحكومية، ورغم توقف العمليات العسكرية واستمرار الحصار، نفي القديمي وصول أي مساعدات إلى تلك المناطق باستثناء "450 كرتون تمر" عبر مركز الملك سلمان للإغاثة في منطقة فاق عدد الأسر النازحة فيها 1500 أسرة.   وإلى جانب استهداف الحوثيين قرى عدة في الساحل الغربي، أكد القديمي أن "طيران التحالف ارتكب انتهاكات بحق الكثير من المواطنين الأبرياء منهم أسر كاملة، وهو الأمر ذاته الذي حدث لأُسر في محافظتي تعز وحجة مؤخراً، وقبلها صنعاء ومحافظات أخرى".   فقد قُتل 20 مدنياً وأصيب 40 آخرون، الأحد (22 أبريل)، في غارتين لطيران التحالف العربي، على حفل زفاف بمديرية بني قيس في محافظة حجة (شمال غربي اليمن).   وتسببت الحرب، التي تعدت ثلاث سنوات، باليمن في مقتل قرابة 10 آلاف شخص، وأكثر من 50 ألف جريح، وارتفعت معدلات الفقر والبطالة، وانتشرت الأمراض القاتلة، وبات اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب تأكيدات المنظمات الدولية.

تابعونا علي فيس بوك