عبدالكريم الرازحي.. (طفل القوارير) في سجون الحوثيين (تقرير)

2018-03-17 16:14:56



لم يكن يتوقع الأديب والصحفي اليمني المعروف عبدالكريم الرازحي, بأنه سيكون معتقلاً لدى جماعة الحوثيين التي تسيطر على العاصمة صنعاء, ومحافظات يمنية أخرى بسبب رياضة المشي والتسلق مع أدباء آخرين.
 
الرازحي, (66 عاماً) الكاتب الساخر له تجارب مع الاعتقال والمطاردة في فترة النظام السابق, لكن بسبب كتاباته الناقدة والساخرة, التي تجد انتشاراً كبيراً أوساط المثقفيين والقراء العاديين لبساطتها وقربها من اهتمامات المواطن اليمني ككل.
 
يرى ناشطون بأن الاختطافات التعسفية غدت الهواية المحببة لدى مسلحي الحوثي، التي طالت مثقفين وأكاديميين وسياسيين, ضاربة صفحاً بكل القيم والأعراف. حينئدٍ لن تجد حرجا في اعتقال أديب بلغ من العمر 66 عاماً.
 
وأقدم مسلحو الحوثي أمس الجمعة باعتقال الشاعر والكاتب المسرحي اليمني عبد الكريم الرازحي، مع 4 من رفاقه واحتجازهم دون أن تنسب لهم أي تهمة حتى الأن، سوى أنهم خرجوا يمارسون رياضة المشي.
 
وبحسب موقع "قناة سكاي نيوز" الإخبارية، فإن جماعة الحوثي ألقت القبض على الرازحي في محافظة ذمار غداة قيامه مع عدد من رفاقه برحلة رياضية سيراً على الاقدام.
 
وأوضحت أن مسلحي الحوثي اعتقلوا الرازحي مع 4 من رفاقه في مديرية آنس بمحافظة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء (120 كم) وأودعتهم جميعاً في معتقل للجماعة دون توجيه أي تهمة إليهم حتى الان.
 
سيرة ومسيرة
يعد الرازحي ممن ساهموا بكتاباتهم في إثراء الأدب اليمني منذ وقت مبكر، حيث عمل مديراً للمطبوعات في وزارة الإعلام، وألف العديد من الدواوين الشعرية والمسرحيات والأعمال السردية، التي اتسمت بالسخرية اللاذعة، كما هو الحال في معظم كتاباته للصحافة.
 
عاش الرازحي أطواراً من حياته في عسرة وضيق، تغلب عليها بكفاحه وإصراره الدؤوب، مذ كان صبيا يرعى الأغنام في بوادي محافظة تعز، حتى تخرج في جامعة صنعاء ـ قسم الفلسفة والاجتماع عام 1979، ثم عمل بعد تخرجه من الجامعة مديراً للمطبوعات بوزارة الإعلام، ثم مديراً لتحرير مجلة اليمن الجديد، فباحثاً في مركز الدراسات والبحوث اليمني.
 
ويبدو أن بداياته القاسية التي عاشها الرازحي في طفولته كان لها أثر في دمغ كتاباته الأدبية بتلك النزعة الساخرة، المتمردة عن الواقع الذي يعيشه اليمنيون في ظل المفارقات بين لغة السياسيين والواقع.
 
أطلق الرازحي لقلمه العنان منذ بداياته في مجال الكتابة للصحافة المطبوعة، وخاصة في مقالات العمود الصحافي، فتناول هموم الشعب بلغة ساخرة سهلة غير متكلفة وغير مكترثة برأي النخبة ومعاييرها التي تضع في كثير من الأحيان خندقا بين الكاتب وأفهام المواطن البسيط، المعني بالخطاب.
 
إسهاماته الأدبية
قدم الرازحي خلال مسيرته الأدبية، 8 مؤلفات (طبعت جميعها)،  منها 4 دواوين شعرية، وهي: الحمامة، نساء وغبار، الاحتياج إلى سماء ثانية، وجحيم إضافي، طفل القوارير.
 
أما مؤلفاته السردية، التي يغلب عليها القالب المسرحي، فكان أشهرها "قبيلي يبحث عن حزب حكومة الحصان ووصايا الحمير". الذي تناول من خلاله مشكلة الديمقراطية المجهضة، والتعددية الحزبية الصورية، في البلاد رغم المسميات البراقة، حيث يسرد الكتاب قصة "قبيلي" (وهو اصطلاح دارج في اليمن يشار به إلى أبناء المناطق الريفية في الشمال التي تعيش حياة شبة بدائية، وتساس بنظام القبيلية والقوانين العرفية).
 
 يذهب الرازحي في كتابه بتتبع القبيلي المسلح "ناجي" ينطلق إلى المدينة للبحث عن حزب، و يغوص بالقارئ في خواطره الساذجة، ويصور صدمته من أسلوب العيش في المدينة التي وصلها كأنه من كوب آخر، إلى أن يفقد الأمل في خاتمة المطاف من عبثية الرحلة التي خرج من قريته ينشدها في المدينة.



تابعونا علي فيس بوك