جراء اجتياح ميلشيا الحوثي الانقلابية ..الجوف بلا طفولة "تقرير"

2018-02-07 21:16:16



لا وقت لديهم لنيل قصدا من الراحة وسط كثافة النيران المختلفة أنواعها الثقيلة والمتوسطة، وفي حضرة مهام تفوق أجسادهم، ليصيروا بها محاربين كبار. مئات الأطفال حولتهم ميلشيا الحوثي الانقلابية إلى محاربين كبار، بعد اجتياحها الأول قبل ثلاثة أعوم لمناطق ومديريات محافظة الجوف الواقعة شمال شرقي اليمن، بغية السيطرة على أكبر مخزون نفطي وآخر حدودي مع دول الجوار، بالإضافة إلى محاولة تأمين معقلها الرئيسي بمحافظة صعدة بفرض حزام عسكري يلتقي ويرتبط بمحافظة الجوف. الميلشيا وبعد استنزاف قواتها البشرية جراء المعارك مع القوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي، لجئت إلى جر أطفال المحافظة إلى الحرب والدفع بهم للقتال في صفوفها دون مراعات القوانين الدولية وانتهاكات حقوق الطفولة، وقبلها القيم والاخلاق. وتتنوع وسائل الميلشيا في جر وتجنيد مئات الأطفال في هذه المحافظة بين الاستدراج تحت وطأة الحاجة والظروف المادية القاسية وأخرى تحت التهديد والقوة المفرطة منها إلى التعبئة العقائدية حينا. وهو ما أكده الحاج عبدالله الوائلي لــ "مسند للأنباء" بالقول " بعد دخول الميلشيا مناطقنا أجبرت الكثير منا تحت التهديد وقوة السلاح على الدفع بأطفالنا للمشاركة في جبهاتهم رغم سنهم الذي لا يتجاوز معظمهم الخامسة عشر". ويضيف الوائلي " إن أكثر الأطفال تم استدراجهم عن طريق المال في بادى الأمر مستغلين وضع أسرهم المادية، وأيضا عن طريق تسليحهم وإغرائهم به". أما سنان مبخوت يحكي وعيناه تدمعان " إن ميلشيا الحوثي وصالح استدرجت أبنه الوحيد عبر إيهامه براتب شهري، وجعله مدمن على القات والشمة". ويذكر مبخوت بغصة" إن طلفه الوحيد لم يعد حتى جثة، بعد إبلاغه من قبل مشرفي الميلشيا عن مقتله، ما تسبب في انهيار أم الطفل ودخولها في حالة عصبية شلت حركتها، والتزامها الجلوس بشكل دائم". ومثله يسرد أحد العاملين في منظمات حقوق الإنسان والحريات عبر رواية الأهلي لهم أثناء تنفيذهم مشاريع في انتهاكات الميلشيا لــ "مسند للأنباء" " إن أغلب التجنيد يأتي عبر المشرفين الحوثيين في كافة المناطق والمديريات التي كانت وما تزال تخضع لسيطرة ميلشيا الحوثي وصالح، مؤكدا أن أغلب الآباء لم يكونوا على رضى من تجنيد أطفالهم، تم أخذهم بالخفية، فيما بعضهم جراء الجهل، والقليل منهم مناصرين". وبحسب العامل عن الأهالي " إن أعدادا كبيرة من هؤلاء الأطفال تم أجبرهم كرها للقتال في صفوف الميلشيا، وآخرين عن طريق ايهامهم بالمساعدات الغذائية، القائمة على الحاجة الضرورية للأسرة، خصوصا مع تردي الوضع المعيشي جراء الحرب وانعدام وسائل الحياة من رواتب وأعمال". رئيس منظمة الجوف للحريات وحقوق الإنسان ناجي عطوان قال لــ "مسند للأنباء" إن أكثر الفئات المعرضة للانتهاكات في المحافظة هم الأطفال، وذلك لعدم قدرتهم الدفاع عن انفسهم أو حماية انفسهم من أي خطر، حيث لا زالوا عرضة للاختطاف في المناطق التي لا زالت خاضعة لسيطرة الميلشيا". ويؤكد عطوان "أن نحو 206 حالة تجنيد أطفال تم تجنيدها من قبل ميلشيا الحوثي وصالح الانقلابية في مختلف مناطق ومديريات الجوف تأتي خب والشعف في المرتبة الأولى، وبحسب روايات أهالي أن السبب الرئيسي في توجه الأطفال للمشاركة في الصراعات المسلحة هو تردي الوضع المعيشي". وهو ما أكده شهود عيان "بأن مسلحين تابعين لميلشيا الحوثي وصالح يستغلون أوضاع الاسر الفقيرة ويغررون على الأطفال للقتال في صفوفهم". مدير أحد المشاريع الإنسانية والحقوقية في إعادة وتأهيل الكثير من هؤلاء الأطفال الذين تمكنوا من الخلاص عبدالرحمن القباطي قال في تصريح خاص لــ "مسند للأنباء" " إننا في عملنا الميداني وجدنا وراء كل قصة طفل تختبئ عشر قصص أطفال لا يزالون يقاتلون، وجدناهم معبأين تعبئة عقائدية، بدعوى قتال ما يسمى "داعش". ويضيف القباطي" إن معظمهم توقف عن التعليم، واصبحوا يشكلون عبئا على آباءهم، وهو ما شكل طول فترة انقطاعهم عن التعليم عائقا كبيرا في سد فراغهم اليومي بعد تمكنهم من الفرار من الميلشيا". ويخشى القباطي بعد عودة الأطفال " ذهابهم لأشياء سلبية تعزز لديهم العدوانية، حيث وجدنا معظم هؤلاء الأطفال عادوا بحالة نفسية سيئة جدا تتجاوز أعمارهم نتيجة للصدمات التي تلقونها في جبهات القتال، حيث أغلبهم يعانون من ضغوطات نفسية، وشرود ذهني، وقلق واكتئاب مزمن، بالإضافة إلى العدوانية وانعدام الثقة بالمجتمع، حتى أنهم يشكون كثيرا بالناس من حولهم". ويشير إلى " أن تحفظ بعض الآباء على اللحاق أبنائهم في برامج إعادة التأهيل خوفا من بطش وانتقام الميلشيا وتعريض حياة أطفالهم للاستهداف، لافتا إلى أن عشرات منهم يعانون من جراحات عميقة جراء إصابتهم بطلق ناري وشظايا في المعارك والنقاط التي تتعرض لقصف متواصل لقوات الجيش الوطني". وعن إعادة التأهيل يقول مدير مشاريع تأهيل الأطفال " إنهم وجدوا استجابة سريعة لإعادة التأهيل من قبل عشرات الأطفال عبر الكثافة التأهيلية، ومنحهم بناء الثقة، ودمجهم في المجتمع، ومتابعة دورية لإعادة التأهيل". ويشدد القباطي " على ضرورة الاهتمام بهؤلاء الأطفال وأسرهم من قبل السلطة الشرعية ودول التحالف العربي، بتوفير سلال غذائية شهرية وتوفير البيئة المناسبة للتعليم وشغلهم بالدراسة، والذي سيشكل دافعا كبيرا لسحب ما تبقى من الأطفال الذين ما يزالون يقاتلون في صفوف الميلشيا في جبهات القتال المشتعلة، مؤكدا بحسب عملهم الميداني وقصص الأطفال الناجين "أن نحو أكثر من 600 طفل تقريبا قتلوا في المواجهات وما يزال البعض منهم يقاتلون في صفوف ميلشيا الحوثي وصالح الانقلابية". الطفل سعيد ربيع أبن الثالثة عشر ربيعا هو من أبرز الضحايا التي صادفنهم يقول والده " أن ميلشيا الحوثي وصالح الانقلابية اقتادته إلى القتال في صفوفها وعمره عشرة أعوام والزج به في كثير من الجبهات وتحت القصف المستمر واشتعال النيران، ما تسبب له وبعض من أمثاله لمشاكل كبيرة في النطق نتيجة الخوف والهلع المصاحب للمعارك". ويضيف ربيع " نجى سعيد أبني من الحوثيين أثناء دخول قوات الشرعية مركز المحافظة الحزم، بهروبه إلى مناطق سيطرة القوات الشرعية، وأثناء هروبه أصيب بطلق ناري من قبل الميلشيا في العنق، ونجى منها، بعد قيام القوات الشرعية من نقله إلى المستشفى". ويذكر ربيع " إنه وجد طفله يعاني من خوف شديد وعدوانية، بالإضافة إلى القلق والاكتئاب المزمن والشكوك بمن حوله، مؤكدا أنه بعد جلسات مستمرة تأهيلية تم اعادته للدراسة وبدء اندماجه تدريجيا مع المجتمع". وفي الوقت الذي تكافح الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي في التوعية والحد من تجنيد الأطفال تواصل ميلشيا الحوثي وصالح الانقلابية في تجنيد الأطفال والزج بهم في المواجهات كمحاربين كبار، مستغلة براءتهم وحماسهم. وتعد ميلشيا الحوثي وصالح الانقلابية تجنيد الأطفال من أولوياتها، حيث وثق نحو 3000 ألف طفل جندتهم الميلشيا في صفوفها، و 12 ألف طفل مجند يتوقع بحسب تقارير منظمات حقوقية وإنسانية، ومقتل المئات.

تابعونا علي فيس بوك