(مقتل صالح) رسالة لها ما بعدها.. من سيستغل ضباب الحرب في اليمن..؟ (تقرير)

2017-12-05 15:01:25



يرى مراقبون للوضع في اليمن بأن مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح سيمثل دفعة معنوية كبيرة للحوثيين وضربة قوية للتحالف بقيادة السعودية, وذكروا أن أي آمال للتحالف في إمكانية استمالة صالح لمساعدتهم ضد الحوثيين قد تبددت الآن بعد مقتله.   عكس ذلك تحدث سياسيون يمنيون بأن الفرصة أصبحت متاحة لحشر الحوثيين (المدعومين إيرانياً) في الزاوية, وأصبحت المعركة الآن جمهورية ملكية حسب تعبيرهم.   وقتل علي عبد الله صالح أمس الإثنين حسب روايات مختلفة منها أنه قتل في إطلاق نار يوم الاثنين مع حلفائه الحوثيين, بينما قالت رواية جماعة الحوثي إن مقاتلين أوقفوا سيارته المصفحة بقذيفة صاروخية خارج صنعاء ثم أطلقوا عليه النار فقتلوه, وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح مقتله في هجوم على موكب سياراته, ونعى الحزب على موقعه الإلكتروني زعيمه صالح.     واعتبر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي مقتل صالح بالاستثنائي والتاريخي قائلاً في خطاب تلفزيوني "اليوم هو يوم سقوط مؤامرة الغدر والخيانة واليوم الأسود لقوى العدوان".   وتعيش العاصمة صنعاء هدوء حذراً بعد يوم من مقتل صالح, وإعلان حالة طوارئ غير معلنة, وفي الوقت نفسه تنظم جماعة الحوثيين احتفالاً بالمناسبة في أحد ميادين صنعاء.   وذكر سكان أن الوضع في صنعاء هدأ, وظل معظم الناس داخل منازلهم وباتت الشوارع مهجورة وسط حالة من الخوف مع فرض الحوثيين السيطرة الكاملة. واستمرت مقاتلات التحالف في التحليق في السماء.   وزعم محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين يوم الاثنين تحقيق مكاسب ملحوظة في معركة صنعاء.   وقال في بيان "بعون الله وتوفيقه استطاعت الأجهزة الأمنية مساء أمس مسنودة بتأييد شعبي واسع من تطهير الأماكن التي تمترست فيها ميليشيات الخيانة والغدر".   واتهم في تصريحات للجزيرة دولة الإمارات بدفع صالح لتبديل ولائه وقال إن المؤسسة الأمنية ستنشر وثائق عن اتصالاته بالتحالف الذي تقوده السعودية.   الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حث في خطاب له ليلة الخميس جميع اليمنيين إلى الانتفاض ضد الحوثيين بعد مقتل صالح. وطالب، خلال كلمة بثتها قناة العربية على الهواء مباشرة، بفتح صفحة جديدة في القتال ضد الحوثيين.   ودعا هادي قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه صالح ”للتوحد خلف قيادتها الشرعية وخلف الشرعية الدستورية والحكومة الشرعية التي كانت وستظل خيمة وطنية لكل أبناء الوطن من المهرة (في أقصى الشرق) إلى صعدة (في أقصى الشمال)“.   وكان صالح (75 عاما) قال يوم السبت إنه مستعد لفتح "صفحة جديدة" في العلاقات مع التحالف بقيادة السعودية ووصف الحوثيين بأنهم ميليشيا انقلابية وهو ما دفعهم لاتهامه بالخيانة.   وبدا أن إنهاء التحالف بين صالح وجماعة الحوثي سيحول مجريات الحرب وهو ما أعطى التحالف الذي تقوده السعودية ميزة جديدة في مواجهة الحوثيين.   وتسببت الأزمة اليمنية في حدوث كارثة إنسانية إذ دفع حصار فرضه التحالف والاقتتال الداخلي الملايين إلى شفا مجاعة وعجل بتفشي أوبئة مميتة.   بدورها عبرت الأمم المتحدة أن القتال والضربات الجوية اشتدت في صنعاء، حيث الطرق مغلقة والدبابات منتشرة في العديد من الشوارع، مما أدى إلى تقطع السبل بالمدنيين ووقف تسليم المساعدات الإنسانية العاجلة بما في ذلك الوقود وإمدادات المياه النظيفة.   وقالت المنظمة الدولية في بيان لها بعد مناشدتها هدنة إنسانية يوم الثلاثاء إن بعضاً من أعنف الاشتباكات وقعت حول المنطقة الدبلوماسية قرب مجمع الأمم المتحدة بينما تم تعليق رحلات المساعدة من مطار صنعاء وإليه.   وقالت الأمم المتحدة ”الوضع المتصاعد يهدد بدفع الخدمات الأساسية التي لا تعمل تقريبا... إلى التوقف. هذه الخدمات تعرضت لأضرار شديدة بالفعل جراء الحصار“.   أما الإدارة الأمريكية فعبرت الإثنين عن قلقها ودعت جميع الأطراف في اليمن إلى إحياء المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب الأهلية.   الخبير في الشأن اليمني بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية آدم بارون يقول: "ما حدث الآن وما إذا كانت عائلته وحلفائه السياسيين سيخوضون القتال لم يتضح بعد".   وأضاف "رجاله سيتملكهم الغضب وكثير منهم سيتعطشون للدماء بالتأكيد، لكن هناك العديد يقفون في المنتصف خاصة بين القبائل التي ستقف مع من يبدو أقوى أيا كان هو".   وتابع" "التحالف ربما وضع الكثير من البيض في سلة صالح قبل أن تسقط, بدوا يدعمون محاولته بقوة لمواجهة الحوثيين لكن ربما فشل هذا المسعى الآن“.   بدوره حافظ البكاري رئيس المركز اليمني لقياس الرأي العام قال لـ"رويترز" إنه يتوقع تصاعد الصراع. وأضاف أن ما حدث سيعطي التحالف وحكومة هادي الفرصة للضغط عسكريا على الحوثيين في عدة جبهات في محاولة للاستفادة من التطور الجديد.   وأضاف أن هذا يحمل خطرا كبيرا على المدنيين خاصة إذا ما حاول التحالف السيطرة على صنعاء حيث أن الحوثيين سيقاتلون بشراسة.   وتوقع دبلوماسي غربي لرويترز ”الانتقام الوحشي قد يكون السبيل الوحيد أمام عشيرة صالح“, مضيفاً "أن التحالف قد يهدف إلى شن هجوم خاطف على المراكز الحضرية الرئيسية التي أضعفت سيطرته خلال سنوات الحرب".   وقال: "دعونا نرى ما إذا كانوا سيستغلون ضباب الحرب ويحاولون أخذ صنعاء أو الحديدة (المطلة على البحر الأحمر)".      

تابعونا علي فيس بوك