احتفل اليمنيون بالذكرى الـ55 لثورة الـ26 من سبتمبر 1962م هذا العام باحتفاء واسع قياسا بالأعوام الماضية، وأوقدت الشعلة السبتمبرية في أكثر من مكان داخليا وخارجيا.
وأحيت السلطات المحلية في المحافظات المحررة الاحتفال بذكرى سبتمبر، وكانت محافظة مأرب الاكثر حضورا وتنظيما لهذه الذكرى، فيما احتفلت محافظة تعز بعرض عسكري وجماهيري واسع رغم حالة الحصار والحرب التي تشهدها المدينة.
وخلال هذا العام احتفل يمنيون في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أكثر من أي عام مضى، وشهدت محافظات ريمة وذمار والجوف والبيضاء وإب احتفالات شعبية كاسرة حالة المنع والتشديد التي تفرضها المليشيا الانقلابية، فيما واصل مواطنون الاحتفال بطرقهم الخاصة، في أكثر من محافظة يمنية.
وكان لافتا هذا العام ايقاد الشعلة السبتمبرية في الجبهات العسكرية كجبهة نهم قرب العاصمة صنعاء، وجبهة حريب في شبوة.
على المستوى الخارجي أحيا اليمنيين الذكرى السبتمبرية في عدة دول خارجية أبرزها في الولايات المتحدة الامريكية، وماليزيا، إضافة الى احتفال نظمته السفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض.
وخلال كل تلك الاحتفالات تم ايقاد الشعلة السبتمبرية، والتي تعد تقليد تأريخي دأب عليه الثوار منذ العام الاول لثورة سبتمبر حتى اليوم، للتأكيد على استمرار الثورة.
ويعتبر الصحفي والمحلل السياسي سمير الصلاحي هذا الاحتفاء الواسع بثورة سبتمبر بأنه يحمل دلالات عميقة ورسالة بالغة الاهمية لقوى الامامة والانقلاب.
ويرى الصلاحي في تصريحه لـ" " بأن دلالات هذا الاحتفاء تعد اولا استشعار كبير من قبل عموم المواطنين لخطورة المشروع الامامي، وادراك عميق بأنه ارتدى جلباب الجمهورية والثورية لتحقيق المبتغى بإعادة اليمن الى الحكم الكهنوتي الرجعي المتخلف.
ويضيف: على الرغم من التهديدات الحوثية المبطنة لمن يحتفل بسبتمبر الا ان ذلك شكل دافعا اكبر لعموم ابناء الوطن ان الجمهورية على وشك السقوط، وانه لابد من التحرك بشتى الوسائل والممكنة لدحر المشروع الامامي، لذلك لاحظنا جميعا ان الاحتفاء بهذه الذكرى شعبيا كان في مناطق سيطرة الانقلابيين اكثر بكثير منا هو عليه بالمناطق المحررة التي يشعر اهلها انهم انقذوا جمهوريتهم وتمكنوا جزئيا من حمايتها من التوغل الامامي.
ووفقا للصلاحي فإن هذا الاحتفاء المبالغ فيه قد خلط الاوراق على دعاة الامامة، فشعروا معها ان مشروعهم غير قابل للتطبيق حاليا، وانهم بحاجة لمواصلة التقية السياسية خلال المرحلة القادمة حتى خنق ووأد الجمهورية في قلوب وعقول الناس على مراحل محددة.
ويرى الصلاحي بأن هذا التفاعل بحاجة لتدخل الشرعية واستغلال حالة السخط الشعبي بهجمة عسكرية حقيقية تتجاوز اسوار نهم وتدخل العاصمة صنعاء، وساعتها سيتكفل المواطنين باستكمال المهمة، كما يرى الصلاحي.