![]()
مشروع مياه الجوالح هو الجمهورية يا نجل الباشا !!
✍حمود الإدريسي.
مذيخرة إحدى المديريات الأربع التابعة لقضاء العدين سابقاً والذي عرف بأنه ملك خاص للشيخ علي الباشا الذي ارتد عن النظام الجمهوري في العام 1967م لكنه بعد تصالح الجمهوريين والملكيين في العام 70م عاد شيخاً فتاكاً مسترداً ملكه المفقود, إذ وزع أبناءه وأحفاده في مناطق العدين كلها وجعلها منطقة نائية عن الجمهورية, وكأنها حظيرة خاصة, بعد وفاته عرفت مذيخرة كبادرة حسنة من الجمهورية مشروع مياه الجوالح ورأس مذيخرة نظراً لشحة مياه الآبار هناك , كان أمين باشا هو المسيطر على المنطقة والذي فرض على الناس إتاوات باهظة كإسهام في المشروع فمنهم من تجرع تلك الإتاوة علقماً واقترض ما بوسعه ليفي بها من أقراص الذهب ورهن الأرض أو المنزل مقابل ذلك, ومرت السنوات وأصبح هناك إدارة معينة من قبل الشيخ تدير المشروع وكانت إلى حد ما على تناغم معين مع الناس وبأسعار رمزية لكن بعد أن صعد الحفيد محمد أمين باشا النائب في البرلمان ورئيس اللجنة المالية فيه انقلبت إدارة المشروع رأساً على عقب وجرا تعديل شبكة التوصيل ضمن عدادات تقنطر الماء بوحدات ذات أسعار باهظة بأضعاف مضاعفة على ما هي عليه في المدينة بينما نحن في ريف مذيخرة , مع تصاعد الأحداث إبان ثورة 2011م ازداد الضغط على المواطن البسيط وتكدس قهر هذا الحفيد إذا سلم إدارة المشروع بطريقة خارجة عن النظام والقانون ل( علي مهيوب نصاري ) الذي كان في الإدارات السابقة للمشروع مجرد مسؤول عن استلام الفواتير من المواطنين لكنه صار الآن رأس حربة المشروع؛ فانتفخت أوداجه وبلغ عتوه ونفوره العنان مستقوياً بالصلاحية الكاملة التي منحاه إياها النائب محمد أمين؛ فجرع المواطنين الويلات وأذاقهم الظمأ أصنافاً وألواناً, وبين الفينة والأخرى يتوقف المشروع وترى الناس فرادى وجماعات يلهثون من واد إلى آخر بحثاً عن قطرات الماء بينما هو يشترط عليهم وفقاً لهواه أسعار الوحدات والضغط في تسديد الفواتير, مدعياً أن المشروع غدا ملكية خاصة به, باعتبار أن الأرض التي بني عليها الخزان التابع للمشروع هي أرضه رغم أنها تابعة للأوقاف .
كل هذا العناء الذي أحاط بأبناء منطقة الجوالح بسبب مشروع مياه دون أن يبدي ذلك الحفيد تذمراً أو حسن نية لوضع حد للمعاناة, ودون أن تقوم سلطة الأمر الواقع بضبط الجاني والنافذ ومحاسبته وتسيير المشروع أو تكلف أبناء المنطقة بإدارته, إذ سنحت الأوضاع التي تمر بها البلد لكل مارق أن يظهر أقبح ما لديه وبقدر ما يستطيع لتتصاعد أدخنة الألم حد العتمة, ولا تجد لها نصيرا إلا أنه في الأخير لن يفلت من العقاب كل آثم مهما طالت سطوته .✍حمود الإدريسي... مشروع مياه الجوالح هو الجمهورية يا نجل الباشا !!