تصاعدت حدة الحرب الكلامية والتصريحات بين شريكَي الانقلاب، عادت خلالها دعوات التحشيد والتأييد، حيث يستعد الطرفان لفعاليات شعبية متقاربة زمنياً في الأيام المقبلة، تتسارع التقديرات بشأن ما سيؤول إليه الحلف المترنح.
يأتي هذا بعد مرور قرابة أسبوعين على الاتفاق الذي دعا إليه صالح الصماد، رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" بين شريكي الانقلاب، والذي قضى بـ"توحيد الجبهة الداخلية وعدم السماح بشقها أو خلخلتها".
غير أن ما حدث خلال اليومين الماضيين يشيرإلى أن علاقة شريكي الانقلاب في صنعاء تتجه نحو فصول جديدة من التصعيد، قد لا تقتصر، هذه المرة، على حدود ما آلت إليه الأمور عقب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة ليل الـ27 من الشهر الفائت.
ويعضد تلك الاحتمالات جملة مؤشرات تسارعت خلال الأيام القليلة الماضية، بالتوازي مع عودة التراشق الكلامي بين وجوه الطرفين. بدءً من استعداد طرفا الانقلاب لإقامة فعاليات متقاربة زمنياً خلال الشهر الجاري، ما ينذر بعودة الاحتكاكات السياسية، والامنية.
حيث يستعد الحوثيون لإحياء ذكرى انقلابهم على الشرعية عشية 21 سبتمبر، بفعالية ضخمة في أمانة العاصمة، بدأ التجهيز لها بحملات دعائية في وسائل الإعلام وعلى الأرض، وبدعوات إلى أوسع مشاركة في "الفعالية"، كان أبرزها دعوة رئيس ما يعرف بــ"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، إلى الاحتشاد في "ساحة السبعين"، وتجهيز "أكبر القوافل لدعم الجبهات" كما جاء في بيان أصدره قبل أيام.
على الجانب الآخر يعزم حزب صالح على اقامة فعالية جمهايرية بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر، حمل خلالها دلالات سياسية ترافقت مع ردة فعل قوية من جانب "المؤتمر" ضد قرارات أصدرتها مليشيا الحوثي بشأن تسريح عدد من رجالات صالح من مناصبهم على خليفة اتهامات وجهت إليهم من قبل الحوثيين بضلوعهم في قضايا فساد.