روسيا كما لم تُرَ من قبل: شباب العالم يجوبون 10 مناطق في رحلة ثقافية وإنسانية

28-09-2025 19:12:21




عبدالله السنامي _ خاص:

انطلق 200 شاب وشابة من المشاركين الأجانب في الجمعية العالمية لشباب العالم، يمثلون أكثر من 70 دولة، في جولة موسّعة عبر 10 مناطق روسية، وذلك بعد انتهاء البرنامج الرئيسي للجمعية في مدينة نيجني نوفغورود.

تهدف هذه الجولة، التي تُعدّ جزءًا من "برنامج الضيافة الإقليمي"، إلى تعريف الشباب بالثقافة الروسية وتقاليدها، إلى جانب إنجازاتها في مجالات الاقتصاد، والتعليم، والعلوم، والرياضة، والتكنولوجيا.

وقال غريغوري غوروف، رئيس هيئة "روس مولوديوج":

> "لم تنته فعاليات الجمعية بانتهاء برنامجها في نيجني نوفغورود. بل انطلقت بعدها رحلة لـ200 من القادة الشباب من 67 دولة إلى عشر مناطق روسية، لاكتشاف التنوع الثقافي والوطني، وزيارة مواقع تاريخية ومنشآت صناعية وتكنولوجية. إن هذه الجغرافيا الواسعة تفتح أعين المشاركين على روسيا الحقيقية، وتُبرز الفرص الكبيرة المتاحة أمام الشباب".

 

زيارات ثقافية وإنسانية في قلب روسيا

شملت الجولة مناطق: إيفانوفو، أومسك، ياروسلافل، ساخالين، تشيليابينسك، موردوفيا، خاكاسيا، الشيشان، منطقة يامالو-نينيتس، وسانت بطرسبورغ.

شارك في البرنامج شباب من دول مثل الأرجنتين، بلجيكا، كينيا، الصين، إيطاليا، المملكة المتحدة، فنزويلا، إثيوبيا، المغرب، صربيا، تنزانيا، كازاخستان، سلوفاكيا، جنوب أوسيتيا، الغابون، وغيرها.

وقال دميتري إيفانوف، المدير العام لمديرية مهرجان شباب العالم:

> "برنامج الضيافة الإقليمي يقدّم تجربة لا مثيل لها لضيوفنا الأجانب. ففي العام الماضي، غيّرت زيارة 30 مدينة روسية صورة روسيا في أذهان أكثر من 2000 مشارك. وهذا العام نواصل التقاليد عبر 10 مسارات جديدة تُظهر روسيا كما هي: سخية، متنوعة، ومضيافة".

 

تجارب لا تُنسى من الشمال إلى الجنوب

في منطقة يامالو-نينيتس، زار الشباب مدينتي سالخارد ولابيتنانغي، وتجاوزوا الدائرة القطبية، وشاركوا في مسابقات ثقافية عن شعوب الشمال.
قالت كيتل ديان أنخيل من المكسيك:

> "تجربتي في يامال كانت مذهلة بكل المقاييس، من احترام الثقافة المحلية إلى دعم الحكومة لمبادرات الشباب. نحن في أمريكا اللاتينية نفتقر لهذا النوع من الدعم، لذا كانت هذه التجربة ملهمة للغاية".

 

في إيفانوفو، زار المشاركون الجامعات والمراكز الثقافية، وشاهدوا عرضًا موسيقيًا بعنوان "نحن روسيا"، وحضروا مباراة كرة سلة. كما التقوا بحاكم المنطقة ستانيسلاف فوسكريسينسكي، وتعرفوا على مشروع الحرم الجامعي الجديد.

أما في أومسك، فقد استُقبل الشباب بترحيب تقليدي من خلال الخبز والرقصات والأغاني الشعبية، وتعلموا صنع خبز الزنجبيل. كما زاروا منشآت صناعية، وحدائق تذكارية، ومواقع دينية وتاريخية.

وفي ياروسلافل، تجوّل المشاركون في المركز التاريخي، وزارتهم وزيرة سياسة الشباب، أولغا ستانيشيفسكايا. كما زاروا جامعة تربوية وشاركوا في مشروع اجتماعي مخصص للأطفال في المستشفيات.

في جمهورية خاكاسيا، بدأ البرنامج بفعاليات ثقافية، وزيارة لمتحف وطني يضم نقوشًا صخرية وأقنعة أثرية، ثم جولة في منجم مفتوح، وتوج اليوم بغرس "أشجار الصداقة" بمشاركة شباب الجمهورية.

أما في موردوفيا، فقد استمتع المشاركون بعرض باليه "روميو وجولييت"، وزاروا متحف الفنون الجميلة، وتعلموا إعداد طبق تقليدي. كما التقوا برئيس الجمهورية أرتيوم زدونوف لتبادل الخبرات.

في تشيليابينسك، زار الشباب جامعة جنوب الأورال، وشاركوا في أنشطة رياضية كالتزحلق على الجليد ولعبة الكيرلنج، إضافة إلى جولة تعريفية بالمدينة.

قال ستيفان تودورفيتش من صربيا:

> "هذه الزيارة بددت الصورة النمطية التي لطالما سمعتها عن روسيا، وخصوصًا أن الناس هنا ودودون ومضيافون بشكل يفوق التوقعات".

 

وفي ساخالين، التقى المشاركون بممثلي الحكومة المحلية في حوار حول التعاون الدولي، كما حضروا حفلًا لفرقة "لوبيه"، وغنوا مع قائد الفرقة نيكولاي راستورغويف.

في سانت بطرسبورغ، زار المشاركون جامعات ومراكز تكنولوجية ومواقع تاريخية، وتعرفوا على دور المدينة في الانتصار على الفاشية خلال الحرب الوطنية العظمى.

وقالت الصحفية ليلى ماريانا بيطار من الأرجنتين:

> "كل ما رأيته هنا يناقض تمامًا الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام الغربية. هذه الزيارة فتحت عيني على روسيا الحقيقية، بلد يقدّم فرصًا هائلة للجميع، ويقود عملية بناء عالم أكثر عدلاً وتعددية".

 

وفي الشيشان، زار المشاركون مسجد "قلب الشيشان"، ومنصة "غروزني سيتي"، والمجمع السياحي "درج السماء"، وشاركوا في فعالية خيرية للأطفال من ذوي الإعاقة، كما زاروا مجمّع "خوي" التاريخي.

رؤية استراتيجية ممتدة حتى 2030

تأتي هذه الأنشطة في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس فلاديمير بوتين بالحفاظ على إرث مهرجان شباب العالم، الذي استضاف في عام 2024 أكثر من 20 ألف شاب من 190 دولة.

وستستمر الفعاليات الشبابية سنوياً داخل روسيا، حيث يُنتظر تنظيم مهرجان عالمي آخر في عام 2030 يضم 20 ألف مشارك، ومهرجان دولي في عام 2026 لـ10 آلاف شاب، إضافة إلى جمعيات شبابية سنوية تُعقد لـ2000 مشارك.

تواصل مديرية مهرجان شباب العالم جهودها لتعزيز التعاون الشبابي الدولي، وتقديم روسيا كدولة منفتحة تدعم مبادرات الشباب من جميع أنحاء العالم.


تابعونا علي فيس بوك