إن صورة الطفل اليتيم وهو يجلس بجوار والدته الأرملة على رصيف الشارع، وقد تقطعت بهما السبل، كانت كفيلة بجرح كرامة كل إنسان يمتلك ضميرًا حيًا، وتذكرنا جميعًا بالوصية الإلهية العظيمة التي جعلت كفالة اليتيم والإحسان إليه طريقًا إلى الجنة، وظلمه سببًا للعنة وسخط الله.
لقد انتقل فريقنا الأمني على الفور إلى موقع الحادثة، حيث تبين أن الأبواب أُغلقت بلحام الحديد، والأسرة المكلومة بلا مأوى، فتم التواصل مع عاقل الحارة وتكليفه بمحاولة إقناع الجاني بإنهاء هذا الظلم الجائر، إلا أنه أصرّ على تعنته ولم يستجب لنداءاتنا ولا لصرخات الأم الأرملة ودموع طفلها اليتيم.
واستمرت مأساة الأسرة حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، حيث تلقينا بلاغات جديدة من المواطنين الغيورين على كرامة اليتيم وأمه، يفيدون بأن الأسرة لا تزال مشردة في الشارع تحت ظلم الليل وقسوته. وعليه، انتقلت قوة أمنية مرة أخرى لمتابعة الوضع، لتجد نفس المشهد المؤلم مستمرًا.
وأمام هذا الانتهاك الصارخ لكل القيم الإنسانية والدينية، وفي إطار واجبنا الشرعي والوطني في حماية الأرواح وصون الأعراض وكف الظلم عن المظلومين، قمنا بفتح باب المنزل وإزالة اللحام المستحدث وإدخال الأسرة إلى منزلهم، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات لا يمكن السكوت عنها ولا التهاون معها.
وإذ نؤكد أننا كنا ولا زلنا في صف المستضعفين من أبناء هذا الشعب، فإننا نستنكر بشدة حملات التشويه الممنهجة التي أطلقتها صفحات مقربة من الجاني ، زاعمين زورًا وبهتانًا أن القوة الأمنية اقتحمت مركز بدر، وهو ادعاء كاذب يهدف إلى التغطية على الجريمة الجسيمة المنسوبة للمتهم وهي تشريد أرملة ويتيمها وإغلاق منزلهما بلحام الحديد.
إننا نحذر هؤلاء من الاستمرار في ممارسة الجريمة والاختباء تحت عناوين الدين التي تبرأ من ظلم اليتيم وتشريد الارامل